دور الدراما هو تقديم قصص مشوقة ومؤثرة للجمهور. وتساعد في توصيل رسائل وأفكار مهمة وتعكس تجارب الحياة الواقعية أو القريبة من الواقع. كما تلعب الدراما دورًا مهمًا في الترفيه والتثقيف وتعزيز التفاهم المجتمعي. ولها تأثير كبير على المجتمع بطبيعة الحال فهي تعكس قضايا المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والمشكلات التي يواجهها الناس. وقد تسهم الدراما في توعية الجمهور، وتغيير وجهات النظر وحتى المعتقدات. كما أنها قادرة على إلهام وتحفيز الناس وتعزيز الوعي الاجتماعي. لذا، يمكننا القول إن الدراما لها دور مهم في تشكيل وتأثير المجتمع.

وبكل موضوعية الدراما السعودية تشهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة رغم ما واجهته من قسوة النقد في السابق والاجتهادات الفردية التي لا تكفي أبدا لتلبية جميع الأذواق على الأقل بشقها التراجيدي. فهي اليوم تقدم عديدا من أعمال التي تعكس ثقافة وتراث المجتمع السعودي. وهذا يسهم في تعزيز الهوية الثقافية وتعريف العالم بتراثنا الغني المتنوع. وهي فرصة رائعة للممثلين والكتاب والمخرجين السعوديين للتعبير عن أصواتهم وتسليط الضوء على قضايا مهمة في المجتمع.

في العقود الماضية الدراما الكويتية سربت اللهجة الكويتية المحلية الخالصة لبيوتنا ومجالسنا وعلى كل الفئات الكبار والصغار. محاكين في حديثنا لا شعوريا لهجة مسلسلات وأعمال درامية عشنا معها أدق التفاصيل. ثم دخلت على مسار المنافسة الأعمال السورية وفعلت ما فعلته من تأثير فينا حيث بدأنا وبشكل عفوي باستخدام بعض الكلمات السورية. وبين هذه وتلك دخلت برامج تلفزيون الواقع لتجعل المجتمع يتبنى اللهجة المغربية واللبنانية والمصرية التي سبقت كل ذلك.

اليوم ومع خيوط المعازيب، زاد عشقنا للهجة الحساوية وتعرفنا على تفاصيل مختلفة من محافظة الأحساء كجمهور محلي وكلمات جديدة على البعض. وانتشرت اللهجة الحساوية خليجيا وحتى عربيا. نعم هذه هي الدراما التي نبحث عنها. دراما تشبهنا وتعكس حياتنا وتنقل تجاربنا وقصصنا البسيطة التي تصل للجميع بلا تكلف مع عمق في العقدة وتصاعد منطقي للحبكة. الدراما التي يستخدمها العالم لتعزيز مجالات قد تبدو للوهلة الأولى بعيدة عن كل البعد عن مسلسل أو فيلم لكنها تؤثر بشكل كبير عليها مثل مجال السياحة كما فعلت أمريكا بهوليوودها وتركيا بلميسها ومهندها.

هذا العام شهدنا تعزيزا واضحا للهوية التي نفخر بها وكأنها أحجار كريمة مكملة لبعضها لتبني الصورة الكاملة والشاملة عن تنوع مملكتنا. فلهجة الأحساء الجميلة على الأذن، ولكنة البدو التي نعتز بها والجنوب التي نطرب لسماعها كانت عناصر جذب في كل الأعمال التي قدمت هذا العام وظهرت بشكل راق بعيدا عن السذاجة. متوقع شخصيا تقديم أعمال عميقة وجميلة بلهجات أخرى مختلفة تكمل عذوبة ومتعة تنوع مملكتنا، وكما قال مهندس الكلمة الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن (يا ينابيع الحسا جددي فينا الحياة).