عمل تليفزيوني كوميدي عبقري، من كل الزوايا، حاولت إدخاله «مشرحة» النقد، إلا أنه نجا بكل احترام. لفت انتباه شريحة مهمة جدًا جدًا وهم كبار السن والأفراد من محافظات وقرى، وجدوا ما يشبههم بقالب فكاهي ممتع غير مبتذل أو مسيء. معادلة مثالية صعبة قد يرى استحالة تحقيقها؛ إلا أن هذا العمل حققها بكل جدارة.

بعد أن مات الحس الفكاهي في أعمالنا مؤخرًا، أعاد هذا العمل إحياءها وصنع العمل، لا أبالغ في رأيي، هذا العمل لمس هويتي وبيئتي وذكرياتي، اللهجة البدوية لعدة قبائل وتتقاطع أيضًا مع لهجات قبائل أخرى، أداؤها كان صحيحا بالكامل، الأزياء الواقعية بالذوق نفسه والأهواء، الموضوعات، كل حلقة تلامس واقعنا الحالي والتمايز الذي يحدث بين الأجيال، والثقافات كانت مدروسة بذكاء.

فريق العمل مبدع، والممثلون صنعوا حالة وشخصيات جديدة وخطا فنيًا جديدًا كليًا. الفنانة (ريم عبدالله) هي الزائدة في هذه الشخصية، أداؤها هنا فوق التقييم، «برافو ريم». الأجمل هو مشاركة بعض مشاهير التواصل الاجتماعي الذين أبدعوا في أداء اللهجة البدوية، وأراها فكرة ذكية أيضًا لجذب الجمهور صغير السن، وأيضًا أبدعوا. ولعليّ سأبدو متحيزة قليلا، إلا أن أداء السيدات في العمل أفضل بكثير من أداء زملائهم الرجال! وجدت أداء (ماجد مطرب) و(علي الحميدي) و(سامي حازم) وغيرهم به إما مبالغة أو مجاملة أو جهل ببعض ردات الفعل لهوية شخصياتهم في العمل، ومع ذلك أداؤهم جاء جيد جدا.

مؤلفو العمل هم الأبطال (أماني السليمي) و(زايد الرويس)، ننتظر منكم أعمالًا بهذا المستوى وأعلى، تحققون به المعادلة الصعبة، يحكي واقعًا، ويعزز الثقافة، ويحترم طبيعة الشخصيات دون أي إساءة صريحة أو حتى مبطنة، فكاهي بكل احترام واحترافية وذكاء في صناعة ما يسمى بـ«الافيه» أو النكتة.

أخيرًا.. نفتخر بأننا «بدو» لنا ثقافة مميزة وجميلة، نستحق أعمالًا كوميدية ودرامية وأيضًا وثائقية تحكي هذا الجمال، شكرًا لكم فريق عمل «جاك العلم».