ذلك الصباح الباكر كنا مجموعة من الأطفال المقبلين على الرجولة وبعنفوان أولى سنوات الشباب مارسنا التمرد الناعم على المدرس، الذي حاول تأديبنا بشتى الوسائل فلم يقدر، ثم قال الكلمة السحرية (المدير بيكلم الأمير سلمان). أطلقنا سيقاننا للريح، كلٌ إلى فصله وجلسنا فورا منضبطين.. كنا مجموعة من أطفال آل سعود ومن أفرعهم المختلفة .. كان سلمان إذا أخطأ أحدنا يقرعه ويؤدبه ويعلمه أننا لسنا فوق الناس، بل نحن خدمهم .. وأن عقابنا أشد من الناس، وأننا لولا خدمتنا للدين وتمسكنا بتطبيقه لما كنا شيئا.. كانت فرائصنا ترتعد عندما نسمع اسمه.. لكننا نحبه.. لأننا نراه في أحزاننا.. يصل كبيرنا ويعود مريضنا.. جمع هذا الرجل بين اثنتين: الحزم والرحمة.. وهو "كود" سعودي في جينات عبدالعزيز، رحمه الله.. يقف سلمان الآن بجوار الملك الصالح عبدالله يواجهان منطقة تدب فيها الفوضى وتكرس فيها الأجندات..
ما مر خلال الثمانين عاماً الماضية من أحداث، لا يذكر أمام ما ينتظرنا خلال السنين القادمة، وأنت لها أبا فهد، أعانك الله ووفقك ورحم الأمير الحكيم البطل أسد السنة.