كي يكون الموظف قادرًا على استيعاب المفهوم الصحيح لمعنى ثقافة العمل يجب أن تكون بيئة عمله مهيأة لتطبيق المعايير الأساسية التي توفر للموظف كل ما يحتاج اليه من عوامل تمنحه الشعور بالرضى الوظيفي، ولها القدرة للتأثير على انتمائه للمنظمة ورفع مستوى ثقافته في العمل ليتمكن من المساهمة بالشكل المطلوب في تحقيق رسالة ورؤية المنظمة.

لاشك أن ثقافة العمل بشكل عام تختلف باختلاف الدولة، كما تختلف ثقافة المجتمع في كل دولة عن غيرها، وعلى سبيل المثال نجد أن موظفي منظمة في دولة عربية لديهم ثقافة عمل مختلفة عن موظفي أي منظمة عمل في دولة أوروبية، وإن كانت تحمل نشاط وسياسة العمل نفسها، وتكمن أسباب ذلك في اختلاف الثقافة لدى الموظفين أثناء تطبيق سياسة الأنظمة المتبعة في العمل، وذلك حسب مستوى الثقافة لديهم والطرق المتبعة في تطبيق الأنظمة والتعليمات وغير ذلك.

في الوقت الحاضر أصبحت معظم المنظمات إن لم يكن جميعها تدرك أهمية ثقافة العمل لدى موظفيها وتسعى للوصول إليها حتى إذا كانت غير معلنة، ولذلك تجدها تهتم بقياس أداء العمل لدى الموظفين، وتسعى لتوضيح جميع الأنظمة والسياسات المتبعة في العمل لموظفيها، مع إتباع مختلف الطرق في تنمية مهاراتهم العملية والسعي لتشجيع موظفيها بما تمتلكه من وسائل تحفيزية وعمل دورات تدريبية لهم لرفع مستوى جودة العمل لديهم، وهنا يأتي دور الإدارة العليا للمنظمة وسياستها في تطبيق الأنظمة الخاصة بالعمل مع تطويرها بشكل دوري من قبل الموارد البشرية لهذه المنظمة، لأن ثقافة العمل هي أهم عامل يجب الاهتمام به كي تكون بيئة مناسبة للعمل ولديها العوامل الأساسية للوصول إلى تحقيق أهدافها بشكل صحي ومناسب عن طريق موظفيها.