في كثير من الأحيان يعتمد بعض الأشخاص على تجارب الآخرين في ممارسة حياتهم الخاصة دون الاعتماد على أنفسهم وأفكارهم كما لو أن عقولهم في وضع الخمول أو إذا صح التعبير يفكرون بالعقل الجمعي وهذا السلوك الخاطئ قد يضعهم في منطقة الحيرة والتشتت ويفقدون سيطرة التركيز في أمورهم ،

فعندما نقيس ذلك على سبيل الحياة الاجتماعية فهو لا يختارون قرارتهم بأنفسهم أو بما يتواءم مع حياتهم الخاصة بل يلجأون إلى تجارب غيرهم دون جهد من التفكير ظنًا منهم أن نجاح غيرهم ستكون ذات النتيجة لهم، متجاهلين إختلاف العادات والتقاليد والظروف المختلفة والتكافؤ بينهم وبين غيرهم. والنتيجة المتوقعة قد تكون سلبية (لا جدوى من دواء واحد بالتركيبة نفسها، يعالج حالتين مختلفتين في تركيبتهما مصابة بالداء نفسه).

سألني ذات يوم أحد الأصدقاء عن رحلة لإحدى المناطق التي تتميز بطبيعتها الخلاّبة وتضاريسها وتنوع أنشطتها، وقال لي مندهشًا والحيرة تملأ وجهه ( لقد ذهبت إلى هذه المنطقة ولكن لم أجد ماوجدته أنت من أماكن جميلة، وخيارات رائعة في السكن والمطاعم والتسوق والمواقع السياحية رغم أنني مكثت هناك فترة طويلة)!

قبل أن أجيبه سألته عن برنامج رحلته؟ فأجاب بأنه ذهب بالبرنامج ذاته الذي ذهب به أحد أصدقائه تمامًا ، ووصف لي أنه زار الأماكن نفسها التي زارها صديقه، وكذلك المطاعم وتذوق الأطباق نفسه التي تذوقها صديقه وحتى بالطريقة نفسها. عرفت من خلال حديثه أنه لم يستمتع برحلته كما ينبغي له ، وهذه كانت النتيجة المتوقعة لشخص يرى أن تجارب الآخرين الناجحة ستكون طبقًا ناجحة له .

لذا يجب على الشخص أن ينشط تفكيره ولا يتكاسل، ويختار مايروق له ويتناسب مع حياته في كل شيء. وهذا الأمر بالطبع لا يتنافى مع استشارة وسؤال الآخرين، وذلك بغرض زيادة المعرفة لا تطبيقها. في نهاية الأمر رجح ما يناسب حياتك، ويجب أن تكون قراراتك نابعة من قناعاتك ( فأنت لست كغيرك ، وحياتهم ليست كحياتك)!.