في عالمنا المعاصر، تعد المعلومات الحساسة ركيزة أساسية للأمن القومي والنجاح في مختلف المجالات، بدءًا من الدبلوماسية والتفاوض ووصولا إلى التجارة الدولية وحماية الملكية الفكرية، ولحماية هذه المعلومات من مخاطر التسريب والاختراق تلجأ الدول والجهات المعنية إلى إستراتيجيات مبتكرة، ومن أهمها إستراتيجية عدم الكتابة أو الإستراتيجية الصامتة.

ففي السياق الدولي ومجال الأمن القومي والاستخبارات، تعد إستراتيجية عدم الكتابة ضرورية لتبادل المعلومات الحساسة بين الدول والجهات الأمنية، وتهدف هذه الإستراتيجية إلى منع التسريبات وحماية البيانات من الاختراقات السيبرانية، مما يعزز أمن الدول ويحافظ على مصالحها الوطنية.

وتشمل استخدامات هذه الإستراتيجية تبادل المعلومات الاستخبارية حول الأنشطة الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة والتهديدات النووية، وذلك بطرق آمنة تحافظ على سرية هذه المعلومات، كذلك ما يسمى بالتواصل الدبلوماسي السري، مثل تبادل الرسائل بين الزعماء أو تبادل المعلومات حول القضايا الحساسة قبل التفاوض الرسمي.

وتعد الإستراتيجية الصامتة أداة فعالة لبناء الثقة وتحقيق التقدم في الاتفاقيات الدولية؛ حيث تتيح للدبلوماسيين تبادل المعلومات بشكل سري ودون قيود، مما يساعد على خلق بيئة من الثقة للدبلوماسيين للتحدث بحرية أكبر، ومناقشة الأفكار دون خوف من التسريبات، مما يساعد على بناء الثقة بين الأطراف المتفاوضة، أيضا تسهم هذه الإستراتيجية في التوصل إلى حلول وسط؛ حيث تساعد على تجاوز الخلافات وترضي جميع الأطراف، وذلك من خلال تبادل الأفكار والاقتراحات بشكل سري ودون ضغوطات رسمية.

وفي عالم الأعمال، تستخدم إستراتيجية عدم الكتابة لحماية المعلومات التجارية الحساسة وحقوق الملكية الفكرية؛ حيث تستخدم في مناقشات عقود الشراكة والتعاون بين الشركات، وذلك لحماية المعلومات السرية حول التقنيات والمنتجات الجديدة. وكذلك في مفاوضات الاستحواذ والاندماج؛ حيث يتم الاعتماد عليها وذلك لحماية المعلومات المالية والبيانات الحساسة للشركات المُستهدفة.

ينبغي على الجهات المعنية استثمار هذه الإستراتيجية بشكل حكيم لتحقيق الأهداف المرجوة والمصالح الوطنية.. والآن على الصعيد الشخصي هل لديك إستراتيجية غير مكتوبة!.