تخيلوا لو أن كل تصريح تنموي/ خدمي، تم إطلاقه خلال السنوات الأخيرة تحول إلى واقع حقيقي.. كيف كانت صورة بلادنا؟!
شيء لا يمكن تصديقه.. لذلك دعونا من حكاية التصريحات.. نحن تعودنا أن نصْف ما نسمع نرميه جانبا.. والربع نضع تحت إمكانية تحققه ألف خط.. فيما الربع المتبقي هو ما يلمسه الناس ويختلفون حوله..
هل تتذكرون الصور التخيلية للمشاريع الكبيرة العملاقة؟.. هل تتذكرون صور تلك المشاريع؟!
كما قلت دعونا من "الحكي".. ولنتأمل ما تم اعتماده فعلاً.. بمعنى: دعونا نتخيل شيئا آخر، كان بإمكاننا تحقيقه فعلاً..
بصورة أدق وأقرب: تخيلوا لو أن كل مشروع تم اعتماده في بلادنا خلال السنوات الأخيرة ـ سنين الوفر المالي ـ تم تنفيذه بشكل كامل ونجا من التعثر.. كيف كانت ستصبح بلادنا؟!
هذه مشاريع اعتمدت لها مليارات الريالات.. وليست تصريحات ووعودا تذهب ولا تعود..!
قبل أيام قرأت في "عكاظ" أن ديوان المراقبة العامة كشف أن بعض الجهات الحكومية لم تستفد من مليارات الريالات التي خصصت للمشاريع الجديدة والمعتمدة لديها..
التقرير سرد عددا من الأسباب.. أغلبها معلن، ونتفرج عليه ونقرأ عنه، دون أن نحرك ساكنا.. كضعف المقاولين وضعف إمكاناتهم المادية أو الفنية وغير ذلك كثير..
لكن ثمة أسبابا تعلن لأول مرة أبرزها: "تقصير وضعف بعض الأجهزة المشرفة على تنفيذ المشاريع في متابعة سير العمل.. إدراج اعتمادات مشاريع في الميزانية قبل تخصيص الأراضي المزمع التنفيذ عليها.. تأخر الجهات الحكومية في إبرام عقود تنفيذ مشاريعها حتى الأشهر الأخيرة من السنة المالية"..
نحن جادون في البحث عن الأسباب ونبذل الغالي والنفيس من الانتدابات والبدلات وخارج الدوام بحثا عنها.. لكننا لسنا حريصين على الأخذ بالحلول الملقاة على قارعة الطريق.. لماذا؟ ـ لا أدري!