لم تتمالك المحامية السويدية بيرجيتا إلفستروم أعصابها فانهارت وهي تعد تقريرها الشهير عما يتعرض له أطفال فلسطين من صنوف التعذيب في السجون الإسرائيلية. وقالت "إسرائيل تتصرف كعصابة إجرام في التعامل مع هؤلاء الأطفال".

ويتفق من ذاقوا مرارة الاعتقال في سجون تل أبيب على بشاعة أنواع التعذيب التي فاقت ما شهده العالم إبّان الحقبة النازية، وتبدأ المأساة من لحظة إلقاء القبض على فلسطيني أو عربي، حيث يستقبل بالاستفزاز وتوجيه الإهانات، مروراً بعدم تبريرالاعتقال، وصولاً إلى مرحلة السجن حيث تبدأ رحلة البربرية التي لا توصف، والجحيم الذي لا يحتمله سوى إنسان مؤمن بقضية شعبه العادلة.

وتتراوح أنواع التعذيب بين تحطيم معنوي وجسدي ونفسي، إلى تعمد الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان والفشل الكلوي والشلل، وهذه غالباً ما تكون سبب الوفاة بعد تحريرالأسير.

ومن الصور المقلقة كذلك اعتقال المرأة الفلسطينية بطريقة وحشية على مرأى ذويها وأطفالها، وحرمانها من لقائهم، والإهمال الطبي للحوامل منهن، وتكبيلهن أثناء الولادة. أما الأطفال فإن حظهم من التعذيب غالباً ما يكون أكبر من غيرهم حيث يتعرضون للحرمان من

كافة الحقوق الإنسانية، والتمييز بين الطفل الفلسطيني ونظيره الإسرائيلي، وإنشاء محكمة عسكرية خاصة، والحرمان من تلقي العلاج الطبي أو متابعة التعليم، إضافة للضغوط النفسية.

وتتوسع أشكال التعذيب بعد ذلك لتشمل رداءة الطعام وانعدام النظافة، والاحتجاز مع من يفوقونهم سناً، والإساءات اللفظية والتحرش الجنسي، ونسف منزل ذويهم، وتقييد الأيدي وعصب الأعين، وسكب الماء البارد والساخن أثناء التحقيق، والضرب على الجسم وخاصة الرأس، والعزل الانفرادي، والإرهاق الجسدي والنفسي، والصعق بالصدمات الكهربائية خاصة على الأماكن الحساسة من الجسد،والإجبار على التعري، والتفتيش الليلي المفاجئ، إلى غير ذلك. ويؤكد التقرير الصادر مؤخراً عن مركز الأسرى للدراسات أن عدد من بقي في سجون إسرائيل بعد صفقة التبادل الأخيرة مع حماس يبلغ 8200 أسير بينهم 400 طفل، و33 امرأة، و2000 حالة مرضية، منها 160 حالة مزمنة و16 حالة سرطان. ويضيف أن من بين هذا العدد 323 أردنياً و116 سودانياً و5 سوريين وسعودي واحد يدعى عبد الرحمن العطوي.

كما ترفض سلطات الاحتلال أيضاً الإفراج عن جثث 300 شهيد بحجة إخضاعها للفحوص والتشخيص، وهذه مجرد ذريعة واهية، إذ إن السبب الحقيقي هو سرقة أعضاء هؤلاء وإخفاء آثار جرائمهم في طرق القتل والتمثيل بجثثهم. وتمنع السلطات أي شخص من الاقتراب من أماكن دفن هؤلاء القتلى أو تصويرها، كما لم تسمح للصليب الأحمر بزيارتها، إذ إنها خاضعة لسيطرة الجيش وتقع في مناطق عسكرية مغلقة.