43 عاما مضت منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، المجلس الذي نشأ ليتوج الروابط الخاصة ما بين المجتمعات والقيادات الخليجية، وما يجمعها من مصير مشترك ومستقبل مشرق تبزغ شمسه من 6 دول قدر لها أن تكون شعاع الأمل في منطقة الشرق الأوسط.

المصير المشترك ما بين الدول الخليجية حتم عليها الوحدة، ولتسريع مسيرة التعاون المنشودة التي تعزز أدوار المجلس الدولية والإقليمية، أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رؤيته، بشأن تعزيز التكامل بين دول المجلس، التي رحب بها قادة الخليج لتضع العمل المشترك على رأس الأولويات.

وفي وقتنا الحالي ومع التوترات التي تعصف بالمنطقة والعالم، تقف دول الخليج متحدة في مواقفها، متكأة على إرث التعاون الذي تجاوزت به المصاعب من غزو الكويت عام 1990، ومكافحة الإرهاب والجماعات المسلحة، وإحباط مخططات الربيع العربي.

وفي الأعوام الأخيرة توسعت شراكات المجلس مع التكتلات الدولة، وأصبحت الدول الستة تتحدث بصوت واحد لترسخ تعاوناتها مع الاتحاد الأوروبي، حول تسهيلات السفر، ومع رابطة آسيان تعزز أهداف التنمية المستدامة ومع دول آسيا الوسطى تبحث الفرص الاستثمارية الفريدة وآخر التعاونات اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين دول مجلس التعاون والصين.

المسيرة الخليجية التي تشارف بلوغ نصف القرن، وإن لم تلب تطلعات القيادات الطامحة للمزيد من التكامل، إلا أنها التجمع الأنجح في المنطقة، وبالنظر إلى مسيرة الإصلاح التي يسير بها المجلس ودوله، تترقب الشعوب الخليجية المزيد من النماء والرفاهية المرتكزة على الأمن والاستقرار.