توفيق عكاشة، أو الدكتور توفيق، أو حبيب الملايين، أو الفكاهي السياسي المتقلب، أو أي لقب يمكن أن يطلقه أحد على سعادة الدكتور الإعلامي، والذي يعبر عن حالة إعلامية مرضية، هي في خلاصتها "مع من غلب"! لن تعرف له صاحبا، كل يوم له شأن، ورأي. وصلت إلى قناعة أنه بعد كل حلقة يقول في نفسه "هما لسى بيتابعوني؟"، وجماهيره بالملايين. هو حديث الشارع ومواقع التواصل بعد كل حلقة، لأنك لا تتنبأ بما سيقول.

قبل إعلان النتائج الرئاسية المصرية كان الجميع ينتظر عكاشة، وفي ليلة الإعلان، لم تصبح المسألة "مع من غلب"، بل بدأ بتوجيه الانتقادات والشتائم لفريق المرشح الخاسر الفريق أحمد شفيق، ويصفهم جميعاً بالغباء. لماذا لم يتحدث من قبل؟ ولماذا لم يقم بنقدهم وانتقادهم و"تبصير" الفريق شفيق بأن فريقه في الانتخابات هو مجموعة من الأغبياء ـ كما يقول الخبير العظيم صاحب القدرات الخارقة توفيق عكاشة ـ ولهذا خسر الانتخابات؟

هو المعد والمخرج والمنتج والمصور والمذيع.. هو كل شيء، لأنه أكثر مخلوق قد تلتقي به في صفحات الآخرين على الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي.. يصلك عبر البريد الإلكتروني، وقد تجد غداً توفيق عكاشة في صندوق بريد واصل معلقا أمام منزلك، يصبح عليك ويمسي بتحايا لن تفهمها، فهو ينتظر سقوطك حتى يفرح شامتاً شاتماً.

توفيق عكاشة ـ وإن كان حالة مرضية ـ فهو واضح في سخريته المستمرة وتطبيقه لسياسة "مع من غلب"، وفي الوقت ذاته، هناك آلاف العواكيش أو العكاكيش بيننا، متلونون، يخافون الأمواج، فيسيرون معها أينما كانت، حتى لو كانت عكس قناعاتهم، و"الفراعين" ترحب بكم.