على قناة MBC تحدث عميد القبول في جامعة الملك سعود حول أعداد المقبولين في جامعته، وأن الاختبار التحصيلي أكثر مصداقية من الثانوية العامة، ثم أنهى حديثه بقوله: إن (قياس) هو من يحدد ترتيب الطلاب والطالبات في عملية القبول.

لقد تقدمت كغيري من طلاب الدراسات العليا لهذا الاختبار، وقد حصلت على درجة عالية فيه -ولله الحمد - لذا دعوني أقول لكم إني سأعلق على حديث سعادة العميد من منطلق كوني طالبة عاشت تجربة هذا الاختبار وخبرته جيداً، وكأم مثل آلاف الأمهات والآباء الذين يمتلئون خوفاً من أن يضع أحد ما عقبات أمام مستقبل أبنائهم دون أي اعتبار لأحلامهم وقدراتهم الحقيقية.

في البدء أريد أن أحدد ماهية الطالب الذي تريد الجامعات لدينا استقطابه؟

تقول الدراسات إن أهم ما يجب أن يكون عليه الطالب الذي يُمنح شرف إكمال الجامعة؛ ومن ثم تبوّء منصب مهم في الحياة هو تحليه بالقيم؛ ومن ثم مهارات التخاطب والكتابة والتفكير الناقد ومهارة استخدام التقنية... إلخ.

هل يقيس ذلك (قياس) باختبار ورقي لمدة ساعتين ونصف يعتمد على نوع واحد من الأسئلة هو الاختيار من متعدد؟

أين قياس قدرته في الأسئلة المقالية؟ أين قياس قدرته على التحدث والكتابة باللغة العربية وباللغة الإنجليزية؟

أين قياس مهارته في استخدام التكنولوجيا والحاسوب تحديدا وسرعة الطباعة عليه.. إلخ؟

أين الموقف الذي أقيس به مهارته في حل المشكلات؟

أين الاختبار الذي أقيس به قدراته ومهاراته البحثية؟

كيف أعرف درجة تحليه بالقيم؟

في الحقيقة، أن فتى صغيرا استوقفني في تقرير للإخبارية عن (قياس) لو كان لديّ جامعة لتشرفت بأن يكون طالبا فيها، يقول الفتى: ساعتان ونصف وأسئلة اختيار من متعدد تحدد وتختزل 12 سنة قضيتها في الدراسة، كيف يكون ذلك؟!

ماذا لوكان الطالب مريضا وقت الاختبار أو يعاني من مشاكل أسرية أو أي ضغوط أخرى؟

وما يثير تعجبي ليس الاختبار فقط، بل الجهات التي اعتمدته كمعيار أساسي للقبول لديها، ثم تقوم بالتشكيك في الدرجات التي وضعها معلمون ومعلمات ووزارة كاملة اسمها وزارة التربية والتعليم!

نعم هناك بعض الأنظمة في الاختبارات التي تعتبرها الوزارة أسقطت هيبة شهادة الثانوية العامة، لكن هناك آلاف الطلاب لم يستفيدوا من ذلك الخلل لأنهم لم يكونوا يحتاجون إليه، مثل: التجاوز وتخفيض درجة النجاح، وإعادة الاختبار؛ فلِمَ يُعاقبون ويُحدد مستقبلهم باختبار عاجز عن اكتشاف مواهبهم وبراعتهم وقدراتهم الحقيقية؟!