يتحدث كثيرون عن واقعية أوصلت المنتخب الهولندي إلى نهائي المونديال الحالي في جنوب أفريقيا، وهم بذلك لا يجافون الحقيقة، وإن كانت هذه الواقعية الهولندية تتعزز بأكثر من عامل يضفي على الطواحين مزيداً من القوة والفعالية.
في لحظات التعرض للضغط الشديد ينكشف معدن أي فريق، فإذا ما نجح بتخطي هذه اللحظات كان جديراً بأن يصنف بين الكبار، أما إذا انهار تحت وطأة الضغط فيمكن الحكم بأنه ما يزال بحاجة لعمل كبير حتى يكون في ركب منتخبات الصف الأول عالمياً.
ويؤكد لاعب المنتخب الهولندي روبن فان بيرسي أنه وزملاءه لم يشعروا بالذعر حتى حينما بات الأوروجويانيون قريبين من إداركهم أول من أمس، حيث قلصوا الفارق في الوقت بدل الضائع، وأكد "في المنتخب الهولندي نتحدث جميعاً مع بعضنا، عندما سجلوا هدفهم الثاني لم يصرخ أي لاعب منا في وجه الآخر، ركزنا وعملنا من أجل بعضنا، هذا الأمر يظهر قوة ذهنية". وما يقوله بيرسي توصيف سليم للقوة الذهنية للمجموعة التي يشد بعضها أزر بعض، ويرفض أي فرد منها أن يتنصل من المسؤولية ويلقيها على عاتق الآخرين. القوة الذهنية سلاح مهم، يحتاج توفره إلى بيئة من الانسجام والتفاهم والثقة التي لا يبدو تأمينها أمراً سهلاً على الدوام.