أربعة وتسعون عامًا حافلة بالإنجازات بهذه الأرض الطيبة، وهي الذكرى الخالدة لتوحيد هذا الكيان الكبير على يد -المغفور له بإذن الله تعالى- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، تحت راية الإسلام (لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله)، قد جمع قلوب وعقول أبناء هذه البلاد الغالية على كلمة الحق، وأصبحت هذه البلاد وحدة متكاملة تسير على منهج قويم مطبقة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف كما ورد في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومطبقة لسنة رسول هذه الأمة الصادق المصدوق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. والملك عبدالعزيز -يرحمه الله- كان قائدا فذا محنكا له رؤية صائبة قد وضعت السعودية في الطريق الصحيح حتى تصل إلى المكانة التي تستحقها.. هذا الملك الفذ -يرحمه الله- أدهش زواره بذكائه ومعرفته بالقضايا العالمية، وأثبت أنه رجل دولة مواكب للعصر، فهو شخص مهذب ومعتدل وذكي ومقدام وشجاع، وقد عزز قدراته العديدة إخلاصه العميق لله سبحانه وتعالى، وقد وضع البنية التحتية لبلاده أثناء حكمه، فطور التعليم والرعاية الصحية والزراعة واهتم بشبكة الطرق والاتصالات واهتم بالأمن -وهو الجانب الأهم- حتى أصبح الأمن في السعودية مضربا للأمثال في البلاد الأخرى، وقد نهج أبناؤه الملوك نفس نهجه، فنحمد الله عز وجل الذي هيأ لهذه البلاد حُكّامًا يخافون الله، ويحكمون بما أنزل، ويحكمون بالمشورة، ومجلس الشورى خير شاهد، حيث احتذوا قول الله سبحانه وتعالى: (وأمرهم شورى بينهم). لقد نهج أبناؤه نهجه- الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله، و في هذا العهد الزاهر قد شهدت بلادنا الغالية التقدم والازدهار منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله - تتوالى المزيد من الإنجازات التنموية العملاقة على امتداد مساحات بلادنا الشاسعة التي تعتبر شبه قارة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، وتشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته؛ مما يضعها في رقم جديد بين دول العالم المتقدمة وسياسات تصب في الصالح العام لبلادنا وأهلها وزائريها بصفة خاصة والأمتين العربية والإسلامية بصفة عامة، وعلى رأسها قضايا الأمة المصيرية قضية فلسطين المحتلة، وإرجاع الحق المغتصب لأهله وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وغيرها.
ويشد عضده سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الشخصية الفريدة، التي نالت الاحترام والتقدير عند الشعب السعودي كافة كباراً وصغاراً ورجالاً ونساءً، ونالت الاحترام عند العالمين العربي والإسلامي، وجميع قيادات العالم بصفة عامة، وتعد شخصيته من أهم الشخصيات المؤثرة عالمياً في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. صاحب الرؤية 2030، وهي التي رسمت خارطة التحول الاقتصادي في البلاد إلى مسيرة تنمية وتطور وازدهار. • وللمملكة العربية السعودية إسهامات عالمية بارزة تتناسب مع رسالتها في المجموعة الدولية سياسياً واقتصادياً في كافة المجالات إضافة إلى مركزها العربي والإسلامي المتميز الذي استقطب اهتمام واحترام أكثر من ألف مليون مسلم ولا زال.
كما يحظى قادة هذه البلاد منذ عهد والدهم الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله ورعاه باحترام وتقدير شعوب العالم لما تنهض به المملكة من دور رائد على مختلف الأصعدة العربية والإسلامية والدولية. وفي الختام نقول إلى الأمام يا بلاد العز والرفعة، وحفظ الله قيادتنا الرشيدة، وأدام علينا الأمن والأمان وجعل كيد الأعداء في نحورهم.