رائحة قهوة "أم فاطمة" أول ما يصافح معلمات إحدى المدارس الثانوية بالطائف كل صباح، وخاصة قهوة الشتاء التي تصنعها خصيصا للأجواء الباردة..

المعلمات اعتدن بعد أن يدلفن من باب المدرسة على الاتجاه مباشرة لغرفة صغيرة تجهز فيها "أم فاطمة" القهوة التي تحضرها من منزلها في "حافظات خاصة" لتقديمها للمعلمات، ليحتسين منها قبل بداية العمل، ليبدأن اليوم الدراسي بكل جد ونشاط.

"أم فاطمة" مثلها مثل كثيرات يعملن في إعداد القهوة العربية في منازلهن، ويبعنها في مقار العمل، أو الأماكن العامة، ويتكسبن من هذا العمل ما يؤمن حاجاتهن.

"لا يمكن أن تبدأ أي معلمة يومها دون أن تحتسي فنجانا من قهوتي التي أقدمها كل صباح منذ 19عاما" هكذا قالت " أم فاطمة" وأضافت أنها امتهنت هذه المهنة بجانب عملها كمستخدمة، وتصنع القهوة لمديرة ومعلمات المدرسة.

وذكرت أنها تستيقظ عند ساعات الصباح الأولى لتعد حافظات القهوة، وتحملها إلى المدرسة، لكي تصل قبل وصول المعلمات اللائي يحرصن على أن يحتسين قهوتها بمجرد دخولهن الفناء.

وأشارت " أم فاطمة" إلى أن إجادتها لصنع القهوة جعلت كثيرا من المعلمات لا يستغنين عن قهوتها ويطلبنها حتى في مناسباتهن الخاصة، وفي الأعياد، وهي لا تتردد في إعدادها لهن في جميع الأوقات.

المعلمة " أم سالم" قالت " لا يمكن أن أبدأ عملي في المدرسة دون احتساء قهوة أم فاطمة، والتي تجيدها، وتتفنن في صنعها، مشيرة إلى أن من يأت للمدرسة تجذبه رائحة القهوة الزاكية حيث تتسابق المعلمات على احتساء قهوتها قبل بداية يومهن الدراسي.

وقالت المعلمة سناء الشهري "نظرا لبعد سكني عن المدرسة، أحضر في بعض الأحيان متأخرة عن الدوام، مما يضطرني للدخول على الفصل مباشرة دون أن أحتسي قهوة " أم فاطمة"، ولكن بمجرد انتهاء حصتي الأولى أخرج مباشرة للبحث عن القهوة، التي "تضبط مزاجي".

وأضافت أنها كثيرا ما يروق لها قهوة الشتاء التي تصنعها " أم فاطمة"، والتي تخصصها لفصل الشتاء، لأنها تبعث في المعلمات الدفء، وخاصة في الأجواء الباردة، إضافة إلى مذاقها اللذيذ، حيث تصنعها ببهارات خاصة تجعل لها نكهة مختلفة.

وتقول معلمة الحاسب الآلي منى الحارثي "أم فاطمة تصنع لنا القهوة منذ ما يقارب العشرين عاما، واشتهرت في المدرسة بذلك، وقد طلبنا منها أن تجهز حافظات قهوة بعدد غرف المعلمات، وهي تصنع نوعين من القهوة، قهوة البرد أو ما يسمى بفصل الشتاء، وأخرى تناسب الصيف، وتعدها بالبن والهيل والزعفران" مشيرة إلى أن المعلمات يجلبن لها البن الفاخر والزعفران والهيل.

وذكرت الحارثي أن أم فاطمة تحرص على عدم شرح طريقة إعداد القهوة، وتقول دائما " سر مهنتي لا أخبر به أحدا".