وإن لم تنجح، فسيتم اللجوء إلى طلب رسمي لزيادة رأس المال لإطفاء الخسائر، وما أدراك ماهي زيادة رأس المال المبنية على خسائر متراكمة نتجت بسبب إدارة رديئة سواءا كان ذلك بعمد أو بجهل.
في أغلب الحالات، يلجأ هذا الثالوث إلى تصعيد المخاطرة كلما نمت الخسائر محاولين التعافي "ولو صدقوا". فما مصرف بارينغز البريطاني ببعيد، فمن بعد ملايين الجنيهات الإسترلينية، تم إعلان إفلاسه وبيعه في العام 1995م بجنيه إسترليني واحدا فقط !
وعلى الصعيد الإقليمي وتحديدا بمنطقة الخليج، فقد تعرضت شركة إن إم سي هيلث (NMC Health) – لبرنامج إدارة حكومي غرضه إعادة هيكلة ديونها، بسبب تقديم صورة مضللة عبر الإفصاحات المالية للشركة، واكتسفت التحقيقات الجنائية عام 2020 عن مدى الديون الخفية وسوء الإدارة المالية، وكل ذلك حصل لهذه الشركة وهي أكبر شركة رعاية صحية خاصة بدولة الإمارات.
وعلى صعيد الخدمات الغذائية عالميا، فأدعوكم للتمعن في حادثة "إنرون أوروبا" والتي أرجو من الله أن لاتقع لدينا حالة بالسوق. إنرون أوروبا وقعت على شركة بارمالات (Parmalat). تأسست شركة بارمالات في العام 1961، وفي العام 2004 تقدمت بطلب لإعلان الإفلاس بعد التخلف عن سداد سندات بقيمة 150 مليون يورو، وفي العام 2008 "أي بعد 4 أعوام" أدين كاليستو تانزي بالتزوير في الحسابات وإخفاء الديون من خلال شبكة معقدة من الكيانات الخارجية التابعة !
عزيزي القارئ، إذا إستثمرت في إحدى الشركات القابضة، التابعة، أو الزميلة لها، عليك أن تكون فطنا متيقظا فأغلب حالات التلاعب والفساد المالي والإداري يحدث في الشركات التابعة/الزميلة للقابضة.
لذا عزيز المساهم، ساهم في ردع هذا الثالوث واضبط سلوكه واحم المنظمة بل ماهو أبعد من ذلك "إحم الإقتصاد الوطني"، وذلك عبر دورك المحوري في الجمعيات العمومية، ناقش وحلل وارفض قبل أن تسلم موافقتك الثمينة لهذا الثالوث على قرارت مغلفة بطابع جمالي خافيه مؤلم وقاسي ونهايته "ولو بعد حين" خسائر متراكمة، ثم إعلان تصفية وإفلاس "بعد طلبها والموافقة عليها بالتأكيد"، وتذكر أن "صوتك والله يفرق"...
اختم بما قاله سمو ولي العهد: (... أنا أؤكد لك بأنه لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد أيا من كان، لن ينجو).