هذا النوع من الحُب المُعلن بين الزوجين، أشبه ما يكون بعرض مسرحي لأن ظهورهما قد لا يكون مطابقاً لحقيقة علاقتهم الزوجية، بل قد يظهروا بصورة خيالية أبعد من الواقع، وهو الأمر الذي يجب الحذر منه، لأنه سيفتقد إلى مصداقية مشاعرهم التي لا تظهر إلا أمام متابعيهم، كما ان الأمر قد يتطلب منهم المزيد من التكلف في إظهار مستوى علاقتهما وغير ذلك مع كل ظهور جديد للحصول على مزيداً من الإعجاب والرضا من قبل جمهورهما، والتأكيد لهم بأن علاقتهما الزوجية مثالية ومغلفة بالرومانسية في جميع لحظاتها، بإلإضافة إلى ظهور البعض منهم أمام جمهورهم بمستوى معيشي قد يصعب على العديد من أفراد المجتمع الوصول إليه.
الحقيقة التي يُفترض أن يتذكرها الجميع، أن ما يتم نشره على مواقع التواصل الإجتماعي سواء مرئي أو مكتوب، لا يمكن الرجوع عنه حتى وإن تم حذفه من قبل ناشره، لأن مواقع التواصل الإجتماعي تتيح لمرتاديها الإحتفاظ بما يتم نشره، كما أنها مليئة بمن لا يتقبلون بعض التصرفات أو العبارات التّي تظهر من أحد الزوجين أو كلاهما، وهناك من يستطيع أن يقتنص كلمة أو عبارة أو صورة، قد يستغلها بشكل سلبي أثناء تعليقه أو إعادة نشره لتلك الفيديوهات على مواقع أخرى، مما قد يؤثر سلبياً على إستقرار علاقة الزوجين بشكل وآخر، بالإضافة إلى وجود العديد من المتابعين قد يعتقدون بأن ما يشاهدونه في تلك العلاقة الرومانسية والمثالية في التعامل بين الزوج وزوجته، أو رفاهية مستواهم المعيشي، بأنه هو هو الواقع لحياة الجميع، فيشعر بأنه يفتقد لمثل ذلك في حياته الزوجية أو المعيشية، مما قد يدخل له الشعور بالغبطة أو الحسد لا سمح الله.
ونستشهد هنا برأي إستشاري علم النفس السلوكي والمعرفي الدكتور ماجد علي قنش، حيث أكد "بأن ظهور الزوجين في مواقع التواصل على وضع المدح والإطراء والرومانسية مع التباهي قد يدمّر حياتهما".
لذلك يجب الحذر من الإفراط في نشر مثل هذه الفيديوهات على مواقع التواصل حتى وإن كان يجلب المزيد من الأموال والشهرة، لأن المزيد من الظهور سيتطلب المزيد من التكلف والمثالية الزائدة في العلاقة الزوجية أمام الجمهور، وبالتأكيد سيؤثر ذلك في علاقتهما مع مرور الوقت، لأن واقع العلاقة بينهما لا يصل لمستوى المثالية التي يظهران بها أمام الجمهور مما يتسبب في خلل العلاقة ومشاعر كل منهما تجاه الآخر، والآثار النفسية المترتبة على ذلك، ناهيك عن مسؤلية كل منها في الحياة والمنزل وصولاً الى تربية الأبناء والترابط الأسري، وغير ذلك من الأمور التي تحتاج إلى إهتمام من حيث الوقت والوعي.