لم تمضِ ساعات على اتفاق وزارة التربية والتعليم مع مديرية الدفاع المدني على تنفيذ خطط إخلاء فرضية في كل مدارس المملكة، حتى نفذت مدارس عدة من جنوب المملكة إلى غربها فشمالها، إخلاءات فعلية لطلابها وطالباتها لأسباب كانت تعتبر قبل "حريق البراعم"، بسيطة وعادية.

ففي الثانوية السابعة للبنات في القريات أخليت الطالبات بعد اندلاع حريق تسبب بدخان كثيف من دون أن يسفر عن إصابات، لكن الجهات الأمنية أكدت أنه "بفعل فاعل".

وفي جدة أدت تماسات كهربائية إلى إخلاء طالبات ثلاث مدارس ابتدائية في أحياء متفرقة من المحافظة أمس، وأحدثت حالة من الذعر والخوف بين الطالبات والمعلمات بينما تنادى كثير من أولياء الأمور إلى إخراج بناتهم.

وفي محافظة بيشة، أخليت متوسطة وثانوية الشداخة من طالباتها ومعلماتها، بعد انطلاق جرس إنذار الحريق بشكل متواصل، ليتبين لاحقاً أن السبب رش إحدى منسوبات المدرسة معطراً للجو في غرفة.

وتسبب خلل كهربائي في إطلاق جرس الإنذار في ابتدائية الروغ للبنات في محافظة أحد رفيدة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وعودته، ما تسبب بإخلاء 550 طالبة ومعلمة وحدوث حالة من الهلع.

وفي أبها أخليت 608 طالبات ومعلمات في مدارس الرواد الأهلية للبنات في أبها بعد انبعاث رائحة دخان تبين أنه ناتج عن استخدام جمر لأغراض البخور.

إلى ذلك، أعيدت هيكلة إدارة الصيانة بتعليم المدينة المنورة بعد أن اكتشفت لجنة التفتيش تردي مستوى الصيانة بمدارس المنطقة وعدم تجاوبها مع 775 بلاغاً خلال ثلاثة أشهر، في حين نبه الدفاع المدني بمحافظة القنفذة مديري ومديرات المدارس بعدم التضحية بالطلاب والطالبات في أوقات السيول والأمطار، واتخاذ قرار بصرفهم في وقت مبكر.




على خلفية كارثة مدرسة براعم الوطن بجدة، اتفقت وزارة التربية والتعليم ومديرية الدفاع المدني، على تنفيذ خطط إخلاء فرضية لجميع المدارس في المملكة، وذلك لاختبار جاهزية المدارس والهيئات التعليمية لمواجهة أي مخاطر محتملة قد تواجهها، إضافة إلى تنفيذ كثير من الأنشطة في المدارس، وفق مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين.

وأقر الاجتماع الذي عقده وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد في مكتبه بالوزارة، مع مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري أول من أمس، بحضور عدد من المسؤولين من الجانبين، ربطا إلكترونيا لتبادل المعلومات بين الوزارة والمديرية العامة الدفاع المدني، وتنفيذ تجارب إخلاء بجميع المدارس وفق جدول زمني سنوي، والعمل على تدريب أكبر عدد ممكن من منسوبي المدارس على أعمال الدفاع المدني، وتكليف مسؤول سلامة في كل مدرسة من منسوبيها، تكون مهمته المتابعة والإشراف والتنسيق الوقائي.

وأكد وزير التربية على الدور الحيوي للدفاع المدني المنوط به أمن وسلامة المجتمع من الأخطار وحماية المكتسبات الوطنية، موضحا أن الاجتماع يأتي مكمّلا للتنسيق المستمر وتبادل الآراء والأفكار لتعزيز السلامة في المدارس من جميع النواحي. وثمن جهود الدفاع المدني وتعاون منسوبيه المستمر الذي أثمر عن كثير من البرامج والنشاطات المشتركة.

من جانبه، أكد الفريق التويجري أن المدرسة هي أهم مؤسسات المجتمع التي تحتضن أبناءنا وبناتنا وأن المسؤولية تقتضي بذل كل الجهود الممكنة للحفاظ على أمنهم وسلامتهم من أخطار الكوارث كالحريق والغرق وغيرها.

وجرى خلال اللقاء مناقشة أوجه التعاون والتنسيق المشترك لتحقيق السلامة في المدارس من خلال أساليب إدارية وعملية مناسبة، وتنفيذ أنشطة توعوية وتثقيفية تُنمّي الوعي الأمني بين منسوبي المدرسة، ودراسة أوضاع بعض المدارس غير النظامية التي لا تتبع لإشراف وزارة التربية والتعليم، كما ناقش الاجتماع التدابير التربوية والأمنية، للحد من وقوع الأخطار والكوارث التي قد تنتج بفعل أخطاء بشرية أو عوامل طبيعية مثل الأمطار والحرائق، والمسؤوليات التربوية والأمنية لحماية الأرواح والممتلكات. وتطرق الاجتماع إلى إجراءات السلامة المتبعة حالياً والأمور الهندسية في المشاريع التعليمية، ومتابعة الإشراف الوقائي على جميع المنشآت التعليمية.