ولنا في قول الله -سبحانه وتعالى- الحكمة البالغة: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً﴾، ومن خلال قراءة للعديد من الروايات والكتب، ومعايشة وقائع وتجارب مررت بها في دهاليز أيام مضت لن تعود، أيقنت بها ومعها بقناعة تامة بأنه لا شيء يبقى في ذاكرة الناس إلا الأثر الجميل عندما يغرس في الأذهان لينمو بالخير والذكر الحسن.
ويقينًا حتى لو غابت الوجوه في عتمة الزمن يتبقى ما رسخ الإنسان من أخلاق تسمو بها روحه؛ لتجعل جذورها في السماء، وأزهارها تفوح عطرًا في جنبات مسحات قلوب من حوله، وكذلك من عرفه في مسيرة حياته ومن الحسنات التي تعلو بها النفس التي جبلت على النقاء مد يد العون وفعل المعاريف التي لا يلحقها منًا ولا رياء، واحتساب ذلك لوجه الله تعالى.. وهنا استشهد بقول الشاعر الجاهلي «الحطيئة»:
مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ
لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ