إن الصداقة لا تقاس بعدد السنين، ولكن بمدى الصدق والإخلاص فيها، فالصديق الحقيقي هو الذي ينصحك إن أخطأت، ويدعمك إن تعبت، ويشجعك إن فقدت الأمل، ليس بالضرورة أن يكون معك طوال الوقت، ولكن يجب أن تشعر بوجوده حتى لو كان بعيدًا.
الصديق الصدوق يتميز بصفات عديدة، منها الصدق والإخلاص، فهو يكون واضحًا معك، ولا يخفي عليك شيئًا، والوفاء والثقة، حيث يحفظ أسرارك، ولا يخذلك وقت الحاجة والدعم والمساندة، إذ يشجعك وقت ضعفك، ولا يتركك تواجه مشاكلك بمفردك، والتسامح والتفاهم، حيث يتقبل أخطاءك ولا يحكم عليك دون أن يسمعك.. وأخيرًا روح المرح لأنه يستطيع أن يرفع معنوياتك حتى في أصعب الأوقات.
الصداقة لا تقتصر على الشعور بالسعادة فقط، بل تسهم أيضًا في تحسين الصحة النفسية والجسدية، فعندما يكون لديك صديق حقيقي تشعر أنك لست وحيدًا، وأن هناك من يفهمك ويساندك، الصديق يساعدك في تجاوز الأزمات، ويرى معك الحياة بصورة أجمل، لو استغنى أحد عن الصحبة لأغنى الله نبينا محمد (ﷺ) عن الصحبة، لكن الله خلد هذه العلاقة العظيمة في كتابه الكريم «إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا».
الصداقة الحقيقية كنز نادر، وإن وجدت صديقًا وفيًا فحافظ عليه؛ لأن العثور على شخص يستحق الثقة ليس أمرًا سهلًا، فالحياة بدون صديق مخلص تكون ناقصة؛ لأن الأصدقاء هم العائلة التي نختارها بأنفسنا.