ويُعد مهرجان الحريد مناسبة سنوية استثنائية، توثق لحظة الهجرة الجماعية لأسراب سمك الحريد، القادمة من أعماق المحيط نحو شواطئ فرسان في الثلث الأخير من شهر أبريل، حيث تتزين المياه الفيروزية بألوانها وكأنها بساط من الفضة الراقصة فوق الأمواج.
وعلى وقع الطبول والأهازيج الشعبية، يحتشد الصيادون والزوار لمتابعة الطقس البحري المتجذّر في ذاكرة الفرسانيين، حيث يتسابقون لصيد الحريد في مشهد تتعانق فيه المهارة بالإرث، ويختلط فيه عرق الرجال برذاذ البحر وبهجة الانتصار.
يأتي المهرجان تعزيزًا للهوية الثقافية والبيئية لمنطقة جازان، وترسيخًا لمكانة أرخبيل فرسان كوجهة سياحية فريدة على خارطة الجمال الطبيعي والتنوع البيولوجي في المملكة. مهرجان الحريد ليس مجرد احتفال موسمي، بل هو رسالة حية من البحر، تُروى كل عام بلسان الموج وحنين الذاكرة.