يعتقد الكثير منا - ‏للأسف - بحكم تربيته منذ صغره، وبحكم بعض الثقافات في بعض المجتمعات، أن الندم أول علامة جيدة في إصلاح أي خطأ تم ارتكابه؛ وهذا الأمر كارثي جدًا. الندم ما هو إلا نتيجة شعور بالفشل وعدم الاستحقاق والغباء في تلك اللحظة، وفي الحقيقة أن الشعور الصحيح هو أن نرى الخطأ في فعل ما «درسا» والمضي قدمًا بعلم أكبر.

‏لماذا قلت إنه شعور مازوخي؟، لسبب مهم جدًا وهو أن من يحاول لومك؛ هو فقط يحاول السيطرة على شعورك من خلال بقائك في قائمة العار، وهذه الطريقة يستخدمها المعتّلون عقليا للسيطرة على ضحاياهم. وللأسف أن بعض الوالدين وبعض أفراد العائلة يتعاملون بالطريقة نفسها، لأنها الأسهل في السيطرة على الطفل والمراهق وأيضًا البالغ!، المدخل هو العاطفة، أي استغلاله عاطفيًا لأجل وضعه دائمًا في موضع «قائمة العار» في العائلة.

‏وهذه الطريقة لا تستخدمها فقط العائلة، إنما أيضًا بعض الزملاء في العمل وأهمهم أصحاب السلطة، مثل بعض المديرين وبعض «أشباه» القادة في فرق العمل، هذا الشعور خطير جدًا وقد تم استغلاله من قبل جميع المستغلين الذين أعتقد - وبكل جرأة- أنهم مجرمون لكن لم توجه التهم إليهم رسميًا بسبب قلة الأدلة!


‏التلاعب بمشاعر الإنسان ومحاولة وضعه في قائمة العار بطريقة متطرفة، على خطأ عابر أو قد يكون كبيرًا، ولكن في الأخير هو خطأ يمكن إصلاحه، والدليل وجود مصحات تأهيل، ولكن المختلين عقليًا يستغلون هذا الشعور وزرعه في الأفراد الآخرين للتحكم بهم.

‏دائمًا أتكلم عن الفيل الذي بالغرفة، وللأسف أن هذا الفيل بالذات أكبر بكثير من أن تُرى أبعاده ليدرك الآخرون وجوده.

أخيرًا.. ‏الذي يلومك يريد غرس شعور الندم بداخلك لغاية واحدة فقط، هي: تشكيل شخصيتك المازوخية للتحكم بك.