تخيل، أو لنقل، دعونا نتخيل التالي: تغادر مدينة الرياض متجهًا نحو الجنوب، مرورًا بحي الشفا إلى ديراب، وتقود سيارتك لبضعة كيلومترات، ومن ثم تقف أمام بوابة ضخمة تحمل عنوان «غابة الرياض الأولى». تدفع رسوم الدخول خمسين ريالًا للسيارة، ثم تقود سيارتك باتجاه بحيرة وغابة الرياض الأولى.

غابة جميلة، وكأنك في إحدى الغابات الاستوائية الكثيفة. الأشجار خضراء، جميلة، وكبيرة الحجم، ولها منظر سحري للنفس وللروح. تحتوي الغابة على مليون شجرة متنوعة، تتوسطها بحيرة بطول ستة عشر كيلومترًا وعرضها خمسة كيلومترات. جلسات على ضفاف البحيرة تنتشر على امتدادها، والأشجار متلاحمة مع المكان لخلق جاذبية وسكينة وهدوء للنفس، وللتأمل، و ليسرح الفكر في ملكوت الله سبحانه.

مطاعم، ومقاهٍ، وعربات الطعام المتنقلة، والأطفال يتراشقون بالماء فرحًا وسعادة، والمراهقون يسبحون في البحيرة؛ كيف لا، وقد أصبح البحر بين أيديهم؟ مهندسون متخصصون جاؤوا من الصين للإشراف على إنشاء البحيرة، بحيث تحافظ على درجة حرارة مناسبة أثناء فصل الصيف القاسي، من خلال التحكم في حرارة المياه، وكذلك توليد أمواج اصطناعية تضفي طابعًا طبيعيًا على الأجواء والمكان.


الغابة تضم مليون شجرة موزعة بتصميم هندسي رائع، والعائلات السعودية مع أطفالها بين الأشجار يشوون اللحم في ظلال غابة حديثة. هذه الغابة ستتيح للسعوديين أن يعيشوا أجواء يفتقدونها عند سفرهم إلى الدول الأوروبية؛ بحيث تكون متوفرة في بلادهم.

بعد الانتهاء من إنشاء غابة جنوب الرياض الأولى، بدأ تنفيذ غابة غرب الرياض على الطريق المؤدي إلى مكة المكرمة. كل خمس سنوات تكتمل غابة مليونية ببحيرتها، ويبدأ العمل على غابة جديدة، حتى اكتمال مشروع غابات الرياض الأربع. فبعد الانتهاء من غابة الرياض الثالثة (شرق الرياض على طريق الدمام)، يُشرع في إنشاء غابة الرياض الرابعة، الواقعة شمال طريق الملك سلمان، والمجهزة لاستضافة مؤتمرات اقتصادية أو رياضية أو إعلامية أو غير ذلك.

غابة على ضفاف بحيرتها منتجع يليق بعراقة مدينة عظيمة كالرياض، منتجع يأسر الألباب، تحيط به مليون شجرة، وتكتنفه البحيرة من كل جانب، لتكون هذه الغابة مفتوحة أمام الجميع طيلة السنة، مع تقييد أوقات المؤتمرات.

الرياض، إضافةً إلى حديقة الملك سلمان، وحديقة الملك عبدالله، ومشروع الرياض الخضراء؛ تضم أربع غابات ببحيراتها ذات الماء البارد صيفًا والدافئ شتاءً.

احلم، فالأحلام لا تُكلّف شيئًا!