ليست المواكبة فحسب، بل قدرة المشروعات أيضًا على تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة للمجتمعات فضلا عن مواءمة مخرجات المشروعات لسوق العمل.
لذا نجد أغلب المنظمات الحديثة الحالية تخصص جزءًا كبيرًا من موازنتها على المشروعات، وذلك للنهوض بالمنظمات وتنميتها لكي ينعكس إيجابيًا على المجتمع والدولة بشكل عام والاقتصاد بشكل خاص. رغم أن إنفاق الدول على المشروعات يختلف من دولة لأخرى، لكن في جميع الحالات نجد أن إدارة المشروعات مكلفة ومرهقة للموازنة في معظم الدول.
والمملكة العربية السعودية كغيرها من الدول تسعى إلى تحقيق رؤيتها المستقبلية في تنمية وتطوير المشاريع المستدامة للوصول إلى تنميةٍ اقتصادية تحقق متطلبات الحاضر بكفاءة وتفي بتطلعات المستقبل وتحسن جودة الحياة دون تهديد للموارد الطبيعية والاقتصادية.
شهدت عمليات إدارة المشروعات في المملكة نموًا كبيرًا من خلال المبادرات والمشاريع والبرامج التي تسلط الضوء على بعض التحديات التي تواجه المشاريع والتي تحد من جاهزية فرق العمل لمتطلبات سوق العمل المستقبلي المحلي والدولي ومنها مواءمة مخرجات المشاريع ونواتجها مع متطلبات سوق العمل المتنامية والعمل على مشاريع غير مطلوبة بسوق العمل، إلى جانب قلة الخبرة المهنية والتطبيقية في المجالات ذات الطلب المرتفع.
مفهوم وتعريف اقتصاديات المشاريع:
أ- مفهوم اقتصاديات المشاريع وتعريفها: ما كان ليظهر فرع خاص باقتصاديات المشاريع لولا العلاقة المتينة بين الاقتصاد والمشاريع، فمن جهة يسهم مستوى المشروعات في تحديد مستوى إنتاجية العمل ومن ثم في مستوى النمو الاقتصادي، ومن جهة أخرى يتحدد مستوى الإنفاق على المشروعات، ومن ثم مستوى المشروع ذاته، بمستوى التطور الاقتصادي في البلد المعني. ومن الملاحظ أن مستوى المشاريع في الدول المتقدمة الغنية أعلى من مثيله في الدول النامية والسبب الرئيس في ذلك يرجع إلى المخصصات التي توفرها البلدان المتقدمة للإنفاق على المشروعات.
ب- تعريف المشروع:
أما المشروع يعرّف بأنّه: عمل يقوم به الفرد لينفّذ فكرةً معيّنة، سواء أكانت عبارةً عن منتج أو خدمة، ويستخدم المشروع لتنفيذ هذه الفكرة بعض الموارد الرئيسية؛ كالموارد الماليّة، والمعرفيّة، وكادر العمل. كما أنّ المشروع يقدّم خدمةً؛ أي أنّه يحلّ مشكلةً مجتمعيّةً، ويكون ذلك مقابل شيء ماديّ. والمشروع نشاطٌ تلقائيّ من أجل تحقيق غرض، ويتمّ في بيئة اجتماعيّة عاديّة. والمشروع نشاطٌ مقيّد بزمن، يتمّ القيام به من أجل تقديم منتجٍ أو خدمة لتحقيق تغييرٍ مقصود.
مراحل المشروع
أ- مرحلة تحديد المشروع: هي المرحلة التي يتمّ فيها خلق فكرة المشروع، والقيام بتطويرها؛ حيث إنّ فكرة المشروع غالبًا ما تكون نابعةً عن حاجة بشكل عام، ومن الطّبيعي الوصول إلى عدد من الأفكار الّتي تتم غربلتها للوصول إلى الصّالح منها، والّذي يسهل تنفيذه على أرض الواقع.
ب- مرحلة إعداد المشروع وفي هذه المرحلة يوضع الإطار العام للمشروع، ونأتي هنا إلى ما يسمّى بدراسة الجدوى، والّتي بدورها تقسم إلى: الدراسة السوقيّة والتسويقيّة. الدّراسة الفنيّة.
دراسة الهيكل الإداري والتّنظيمي. الدراسة الربحيّة أو الماليّة.
ج-مرحلة تنفيذ المشروع:
وفي هذه المرحلة يطبق المشروع والإشراف عليه، وتسجيل ما تمّ تنفيذه.
د- مرحلة تقييم المشروع:
ويكون تقييم المشروع أثناء التّنفيذ للمقارنة بين الوضع الحالي ومسار المشروع، ويتمّ التقييم أيضًا بعد التّنفيذ للمقارنة ما بين النّتائج النهائيّة، ومدى وصول المشروع لهذه النتائج.