الطفل يبدأ في فهم مفهوم الانتماء والجنسية في مراحل مبكرة من حياته، ولكن هذا الوعي يتطور بشكل تدريجي. فيما يخص العنصرية والقبلية والمناطقية، فإن الأطفال ليسوا مولودين مع فكرة العنصرية، ولكنهم قد يتعلمونها من بيئتهم المحيطة. فغالب الدراسات تشير إلى أن المرحلة المبكرة وهي من سنتين وحتى عمر خمس سنوات وهي مرحلة الانتماء، يبدأ الطفل بفهم هويته الذاتية بشكل بسيط. يمكنه التعرف على نفسه كعضو في أسرته، وفي مجتمع معين. لكنه قد لا يكون واعيًا بعد بالجنسية أو الانتماء إلى بلد معين، إلا إذا تم التحدث عن هذه الأمور بشكل مباشر في البيئة المحيطة به (مثل الإشارة إلى العلم، أو اسم الدولة، أو عادات معينة مرتبطة بجنسيته). ثم إن العنصرية لدى الأطفال في هذه السن قد تظهر في تفضيل طبيعي لبعض الأشخاص أو الأشياء التي تعودوا عليها في محيطهم. ومع ذلك، لا يكون لديهم مفهوم عن «الاختلاف» أو «التفرقة» بقدر ما يتأثرون بما يرونه في محيطهم. العنصرية في هذه المرحلة ليست سلوكًا مكتسبًا، بل هي مجرد تصورات حول الاختلافات.
أما المرحلة التي تعتبر متوسطة وهي من عمر 5-8 سنوات وهي تماما عمر الطفل صاحب الاحتفالية؛ في هذه المرحلة قد يظهرون تفضيلات عرقية أو ثقافية استنادًا إلى تجاربهم الشخصية أو ما يسمعونه من البيئة المحيطة. هم ببساطة يتأثرون بما يرونه ويتعلمونه من الكبار أو من وسائل الإعلام. ثم تتوسع بالمرحلة التي تليها في المراحل المتقدمة من العمر.
وبشكل عام العنصرية ليست سمة تولد مع الطفل، بل سلوكا مكتسبا من البيئة المحيطة. يمكن أن يتعلم الأطفال العنصرية من خلال الأسرة والمجتمع والإعلام بشقيه التقليدي والرقمي والتربية المدرسية. الطفل لا يملك قرارات وقناعات وإيدلوجيا فانحياز الأطفال بكامل أنواعه هو انحياز مصنوع وفق مؤثرات تقوم على تعبئة عقله. فكرة مرعبة تتكاتف كامل مؤسسات الوطن للعمل عليها. وينسف هذه الجهود مقطع فيديو من أب مهمل تحت نشوة ضحكه بغية الوصول للترند.