وبما أنه لا حياة لمن تنادى، فلماذا لا يكون اشتراطا من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وترصد مخالفة باهظة على من يترك عمالته بلا ماء، وبالطبع فإن تواصلنا مع أي أحد من ملاك أو من مديري التشغيل لتلك المحطات بأنه سـ«يفلم» ويجعلك تشعر وكأنه يهتم بإنسانية عمالته، فبالتأكيد سيذكر أن هناك اشتراطا لتوفير غرفة للراحة للعمالة، ومزودة بالماء ونحوه، ولكن على أرض الواقع، تجد أن هناك محلا للبنشر أو مسجدًا في طرف تلك المحطة هو ما يلجأ إليه عامل المحطة ليتسول منهم الماء وقد يجده أو لا.
المتابع لأعمال حكومتنا الرشيدة في جميع أنحاء العالم، لم ولن يستطيع أن يغطي شمس إغاثتنا للملهوف فوق أي أرض وتحت أي سماء بغربال، كونها ظاهرة للعدو قبل الصديق، فأين رجال الأعمال من الملاك لهذه المحطات من هذه المكارم التي دأبت عليها حكومتنا الرشيدة بتوفير مياه صالحة للشرب في أقصى بقاع العالم، وأين هم من الإحساس بشعور أن يحتاج أحد من عمالتهم للماء البارد في شدة الحر ولا يجده، بينما يقف هذا العامل نصف يومه على قدميه؛ ليزيد من أرصدة هذا التاجر، ففي كل مرة أقف عند محطة للتزود بالوقود، وأرى مثل هذه المشاهد، فكم أتمنى أن لدي بوقا يصل إلى أسماع ملاك هذه المحطات، فأصرخ فيه بأعلى صوتي قائلا (عمالتكم عطشى يا محطات الوقود).