وتتراوح تكلفة حلاقة الشعر للرجال ما بين 50 إلى 100 ريال في بعض الصالونات، بينما كانت قبل سنوات لا تتعدى الـ20 أو 30 ريالًا.
ويقول عبدالعزيز العتيبي، أحد مرتادي صالونات الحلاقة «قص الشعر لا يستغرق نصف ساعة، فلماذا تُفرض علينا أسعار توازي خدمة فندقية؟ نحن بحاجة إلى رقابة حقيقية من الجهات المعنية لحماية المستهلك».
وأكد على أنه حتى قصات الأطفال أصبحت باهظة الثمن، وهذا يرهق الأسر على الأخص في الأعياد والمناسبات، مطالبا بتوحيد الأسعار لدى الحلاقين، مبينا أن ما يحدث مجرد استغلال، فهناك تباين شديد في الأسعار التي تختلف من صالون إلى آخر.
التبرير بالخدمات
يرى مخلص سعد أن من الطبيعي أن تتباين أسعار الحلاقة من صالون إلى آخر، وذلك لعدة أسباب أهمها الخدمات المقدمة، فهناك صالونات يكون لديها خبراء في قص الشعر، ولديهم مهارة متميزة، كما أن الصالونات الموجودة في الأحياء الراقية، أو داخل المجمعات التجارية تكون أسعارها أعلى بسبب ارتفاع إيجارات المحلات، فيما تكون صالونات الأحياء الشعبية أقل سعرًا لتناسب قدرة الزبائن هناك.
الشهرة والسمعة
من جهته، يوضح سيف المنصور أن بعض الحلاقين يتمتعون بشهرة واسعة أو تقييمات عالية، ما يجعلهم يرفعون الأسعار بناءً على سمعتهم، وجودة الأدوات والمنتجات واستخدام أدوات حلاقة حديثة أو معقمة باستمرار، ومنتجات شعر من ماركات معروفة، وهذا قد يبرر السعر الأعلى، ولكن هذا لا ينفي وجود بعض الحلاقين الذين يستخدمون أدوات رديئة دون تخفيض بالسعر، أو أدوات قديمة، ومع ذلك نجدهم يرفعون أسعار خدماتهم بلا مبرر.
الخبرة والكفاءة
يعتقد عبدالمجيد العتيبي أن «الحلاق المتمكن وصاحب الخبرة الطويلة غالبًا ما يطلب أجورًا أعلى مقابل الجودة والدقة في الأداء، وبعض الصالونات تقدم خدمات إضافية ضمن الحلاقة مثل غسيل الشعر، التدليك، ماسك الوجه، البخار، أو الكريمات الخاصة، فيما تقتصر صالونات أخرى على القص فقط دون أي إضافات، لذلك لا بد من فرض أسعار لهذه الخدمات».
وأضاف «هناك حلاقون يعتمدون على ديكور فاخر وأجواء راقية (إضاءة، موسيقى، ضيافة) وكل هذه الأشياء ترفع السعر مقابل» تجربة الحلاقة «وليس القص فقط».
وأكد أن «الاختلاف في الأسعار مبرر في بعض الحالات، لكن في حالات كثيرة هو ناتج عن المبالغة واستغلال غياب الرقابة، ويحتاج إلى تدخل الجهات المختصة لتنظيم الأسعار وضمان العدالة بين الصالونات».
ارتفاع التكلفة
من جانبهم، يدافع بعض الحلاقين عن ارتفاع الأسعار، مؤكدين أن الإيجارات المرتفعة، وغلاء المستلزمات، وأجور العمالة، ساهمت في رفع التكلفة.
يقول محمد، وهو صاحب أحد الصالونات «نحن لا نرفع الأسعار جشعا، لكن تكاليفنا زادت بشكل كبير، خصوصًا مع ارتفاع الإيجارات».
رفاهية باهظة
يعتقد مختصون اجتماعيون أن الحلاقة أصبحت تدخل في خانة «الرفاهية الباهظة» بدلًا من كونها خدمة أساسية. ويطالبون بتحديد تسعيرة رسمية عادلة تضمن حقوق المستهلكين وتوازن بين جودة الخدمة وتكلفتها.
وأكدوا أن حلاقة الشعر لم تعد خدمة بسيطة كما كانت في السابق، بل تحولت إلى «مظهر اجتماعي» أو «رفاهية» عند البعض، خاصة في ظل صعود ما يُعرف بـ«صالونات النخبة»، التي تستهدف فئة معينة بأسعار لا تتناسب مع دخل غالبية الناس.
وأشاروا إلى أن البعض يستغل الشكل الخارجي للصالون، أو اسم الحلاق كمبرر لتسعيرات مرتفعة، في حين أن الخدمة الأساسية - وهي قص الشعر - واحدة في أغلب الحالات.
وطالبوا بتدخل الجهات الرقابية في حماية المستهلك من هذا الاستغلال، خاصة أن هذه الخدمة تمس فئة واسعة من المجتمع بشكل يومي، وليس رفاهية يمكن الاستغناء عنها.