أسوأ مآسي المدن الترفيهية، حدثت في إنجلترا عام 1972، في لعبة القطار الدوار بمدينة «باترسي للمرح»، قُطِعَ الحبل الذي يربط العربات في اللعبة، نتيجة تهالك الواقيات الخشبية فيها، وانزلقت العربات نحو الجدار وارتطمت به بقوة، فمات 5 أطفال، وأصيب 13 آخرون، وأغلقت المدينة بعد عامين بسبب الحادث. وفي مايو 1984 في مدينة ملاهي بنيوجرسي الأمريكية، انفجرت لعبة القلعة المسكونة، وارتفعت ألسنة اللهب منها، وبسبب قوة الرياح اشتدت النيران، ووصلت الحرارة إلى 2000 درجة مئويّة، ما أدى إلى ذوبان الجدران المعدنية، وتسبَّب الحريق في محاصرة ثمانية مراهقين، توفوا فورًا، وبسبب ما أصابهم من حروق بالغة كان من الصعب التعرف على هويتهم.
وكثير من الحوادث حدثت في قطارات الموت، بسبب خروج القطار عن مساره وتطاير مقطوراته في الهواء، حتى الألعاب المائية لا تسلم من المخاطر، ففي عام 1997م، توفي شاب يبلغ من العمر 17 عاما ونُقل مع نحو 32 آخرين إلى المستشفى بعد أن ركبوا جميعا المنزلق المائي في مدينة وترورلد للألعاب المائية، فتسبب ثقل وزنهم بانحراف المنزلق وسقوطهم جميعا، وفي ذلك العام احتفل 17 طالبا من الناجين من هذه الكارثة بتخرجهم في الثانوية على كراسي متحركة!
محليًا وقعت العديد من الحوادث في المدن الترفيهية وملاهي الألعاب، مثلًا في المدينة المنورة، أصيبت طفلة بسبب لعبة قطار الموت، وفي جازان حدثت مرتان آخرهما العام الماضي حيث توفت شقيقتان بسبب لعبة هوائية، وقبل أيام أوجعت قلوبنا حادثة ملاهي الجبل الأخضر بالطائف، كل الأسباب واردة والمساءلة قائمة.
السؤال الذي ربما يطرح نفسه لماذا يحب الناس المخاطرة؟! ما هي متعة اللعب الخطر، وتعالي الصرخات وأحيانًا البكاء في اللعبة؟!
السر على ما يبدو في الأدرينالين والإندورفين، حيث يفرز الجسم مادة الأدرينالين عندما يواجه موقفًا مخيفًا، حتى لو كان في إطار آمن كالألعاب الخطرة، وهي مادة كيميائية مرتبطة بالمتعة وتساعد على تخفيف الشعور بالخوف وتجعل التجربة ممتعة، كذلك الألعاب الخطرة تزيد من إفراز الإندورفين، وهو مسكن طبيعي للألم ومحفز للمزاج الجيد، هذا الشعور بالنشوة والسعادة يعزز رغبة الشخص في تكرار التجربة.
من حق الإنسان أن يحصل على المتعة ومن الواجب أن توفر له متعة آمنة.