ما فعله الدلبحي يعد تجسيدًا حقيقيًا لما يتميز به السعوديون من نخوة وشهامة وإيثار. ولم يكن غريبًا أن تبادر الدولة إلى تكريمه رسميًا، تقديرًا لتضحيته وشجاعته، وتأكيدًا على أن من يضع مصلحة الوطن فوق مصلحته الشخصية، هو محل فخر واعتزاز الجميع.
هذا الحدث يظهر أن الدلبحي ليس إلا نموذجًا مشرفًا من أبناء هذا الوطن، الذين يقدمون أرواحهم حين يناديهم الواجب. فالشجاعة ليست في القوة الجسدية فحسب، بل في اتخاذ القرار في اللحظة الحرجة، وهذا ما فعله الدلبحي ببسالة نادرة. إن قصة الدلبحي ستبقى محفورة في ذاكرة الوطن، لا كحادثة طارئة بل كرمز للبطولة، ومصدر إلهام لكل من يؤمن أن الشجاعة موقف والتضحية فخر، وأن من يقدم روحه لأجل الآخرين سيبقى خالدًا في وجدان وطنه.
المجتمع السعودي بكل فئاته يزخر بأمثال هذا البطل، ممن تربوا على معاني الشهامة والغيرة على المصلحة العامة. وما موقف الدلبحي إلا حلقة في سلسلة طويلة من مواقف بطولية تؤكد أن في هذا الوطن رجالًا يضيئون الظلمة بأفعالهم. كيف لا وهي من عادات المجتمع السعودي، النخوة والفزعة للقريب والبعيد، وهم جنود في كل زمان ومكان، جاهزون للمخاطرة بأرواحهم لإنقاذ الآخرين. فلا تكاد تمر أزمة أو حادثة إلا ويظهر فيها المواطن السعودي بوجهه المشرق متطوعًا، مبادرًا، شجاعًا لا ينتظر توجيهًا ولا أوامر. تلك القيم لم تأت من فراغ، بل هي امتداد لإرث أصيل توارثته الأجيال، حيث تعلم الشهامة منذ الصغر، وتغرس الفزعة في النفوس، حتى أصبحت سمة تميز المجتمع السعودي عن غيره.
ولعل قصة الدلبحي الذي خاطر بحياته لإنقاذ محطة وقود من كارثة محققة، خير مثال حي على هذه الروح نسأل الله أن يمن على الدلبحي بالشفاء العاجل، وأن يحفظ رجال هذا الوطن، الذين يجعلون من التضحية أسلوب حياة.