المنتدى، الذي ينعقد بمشاركة أكثر من 150 دولة ومنظمة دولية، أصبح نافذة تطل منها الأمم على فرص استثمارية غير مسبوقة، ومجالًا رحبًا لتبادل الرؤى حول مستقبل البنية التحتية والطاقة والاتصالات. لكنه في الوقت نفسه يحمل بعدًا أعمق من الأرقام والاتفاقيات، إذ يضع الثقافة والإعلام في قلب النقاش بوصفهما أدوات تعزز التفاهم، وتلغي الحواجز بين الحضارات. لهذا نجد أن المنتدى لا يكتفي بعرض المشاريع الاقتصادية، بل يفتح مساحات واسعة للتعاون الإعلامي، وإنتاج محتوى مشترك، واستثمار التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي في صناعة إعلام مؤثر وهادف.
وبالنسبة للعالم العربي، فإن الحضور في هذا المنتدى يتجاوز فكرة المشاركة البروتوكولية إلى كونه فرصة إستراتيجية لرسم ملامح تعاون أوثق مع الصين، سواء في مجالات الطاقة والاقتصاد أو في مجالات الثقافة والإعلام، التي تعكس أصالة الهوية العربية، وتضعها على الخارطة العالمية، وهو ما يتماشى تمامًا مع الرؤى المستقبلية الطموحة التي تتبناها دول مثل المملكة العربية السعودية في إطار رؤية 2030، حيث يسير الاقتصاد جنبًا إلى جنب مع الثقافة والإعلام، لبناء حضور عالمي متوازن وفاعل.
هكذا، فإن منتدى الحزام والطريق لا يختصر معناه في المشاريع والاتفاقيات، بل يتجاوزها إلى كونه جسرًا حضاريًا يعيد للعالم فكرة التواصل الإنساني في أرقى صوره، جسرٌ يحمل على ضفتيه التجارة والفكر، الاستثمار والإبداع، والطموحات المشتركة لشعوب تسعى إلى غدٍ أكثر استقرارًا وعدالة وازدهارًا.