في كل عامٍ يتجدد فيه اليوم الوطني، تتجدد في داخلي مشاعر الانتماء والولاء، لكن احتفاءنا بالذكرى الخامسة والتسعين له خصوصيته؛ إذ لم يعد اليوم الوطني مجرد استحضار لتاريخٍ مضى، بل أصبح نافذة نطل منها على حاضرٍ استثنائي ومستقبلٍ واعد، تقوده قيادة رشيدة جعلت الإنسان – مواطنًا كان أو مقيمًا – محورًا لكل خططها ورؤاها.

لقد نجحت المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – ومتابعة ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – في صياغة مشروع وطني حضاري شامل، يتجاوز حدود الاقتصاد إلى بناء منظومة متكاملة من التنمية المستدامة، والعدالة الاجتماعية، والتمكين السياسي، والقوة العسكرية، والتوسع العمراني، وصولًا إلى التفوق العلمي والطبي الذي بات علامة فارقة في مسيرة وطنٍ يخطو بثقة نحو الريادة العالمية.

ومن موقع خبرتي واختصاصي الأكاديمي في الإعلام، أجد أن ما تحقق في هذا الوطن ليس فقط إنجازًا في الأرقام والمؤشرات، بل هو قصة نجاح في إدارة الصورة الذهنية وصناعة الهوية الوطنية؛ حيث أصبح الخطاب السعودي حديث العالم، وصارت المبادرات الوطنية مصدر إلهام تتناقلها وسائل الإعلام الدولية باعتبارها نموذجًا في التوازن بين الأصالة والمعاصرة.


اليوم الوطني بالنسبة لي ليس مجرد مناسبة وطنية، بل هو حدث يعيد تشكيل وعينا الجمعي، ويدفعنا لتأمل حجم التحولات التي نعيشها: من مشروعات المدن الذكية، والاقتصاد الرقمي، إلى الإنجازات الطبية والتعليمية التي وضعت المملكة في مصاف الدول الرائدة.

إننا أمام وطن يكتب فصولًا جديدة في التاريخ، ويثبت أن رؤية 2030 لم تكن حلمًا، بل واقعًا يتحقق يومًا بعد يوم.

وفي هذا اليوم المجيد، أجدّد مع أبناء وطني عهد الوفاء والولاء، وأؤكد أن ما نعيشه اليوم من نهضة وازدهار ما هو إلا ثمرة قيادة حكيمة، ورؤية إستراتيجية، وإرادة شعبٍ مؤمن بأن المستقبل لنا، وأن المملكة – بحمد الله – ماضية لتكون قوة مؤثرة في السياسة والاقتصاد، ووجهة للعلم والمعرفة، وعنوانًا للعزة والكرامة.

*المشرف العام على إدارة الاتصال والإعلام - جامعة جازان