وكونسيساو له نجاحات سابقة مع ميلان وبورتو، فالمدرب الذي يميزه مشجعوه برقصته الشهيرة مع الفريق الإيطالي عقب الفوز بإحدى مباريات ديربي الغضب، سيكون أمامه ديربي ساخن وكلاسيكو مثير حال توليه القيادة الفنية للاتحاد، المطالب بتحقيق ما هو أفضل مما انتهى إليه الموسم الماضي كبطل للثنائية المحلية.
ثنائي برتغالي
تاريخيا بدأت علاقة الاتحاد بالمدرسة البرتغالية منذ 2010، وتحديدا عندما تولى المخضرم مانويل جوزيه تدريب النمور، بعد رحلة من النجاح المُبهر في قيادة الأهلي المصري، قاده خلالها لتحقيق هيمنة شبه كاملة على الألقاب المحلية والقارية، بل وترك بصمة كبيرة في مونديال الأندية بجيل تاريخي ضم لاعبين مثل محمد أبوتريكة ومحمد بركات وعماد متعب وأحمد فتحي وغيرهم.
لكن رحلة جوزيه مع الاتحاد لم تستمر لأكثر من نصف موسم تقريبا، فالمدرب العجوز الذي قاد الفريق في أغسطس 2010 مع بداية الدوري، حقق نتائج مميزة ولم يخسر أي مباراة، لكن العميد تحت قيادته دخل في دوامة من التعادلات بدأت بالتعادل 1/1 مع الوحدة ثم أعقبها 7 تعادلات أخرى من بينها التعادل 2/2 مع النصر؛ ليرحل المدرب بعد التعادل بالنتيجة نفسها أمام نجران في ظل غياب الانتصار بشكل متكرر.
ومن جوزيه إلى توني، برتغالي جديد بخبرات أكبر وتجارب أوسع لاسيما في أوروبا، فإذا كان مانويل جوزيه قد عُرف من خلال نجاحاته الكبيرة مع الأهلي المصري فقط، فإن توني سمعته تسبقه كمدرب معروف، بل إنه قاد الأهلي أيضا لبعض الوقت لكنه لم ينجح.
وأكمل توني عمل جوزيه حيث قاد النصف الآخر من الموسم، لكن النتائج لم تتحسن معه بل ساءت فقد فشل في الانتصار على الهلال واكتفى بالتعادل السلبي، كذلك خسر من الاتفاق في ربع نهائي كأس ولي العهد ليودع البطولة.
ورغم تحسن النتائج لاحقا لكن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت خسارته من بيروزي الإيراني في دوري أبطال آسيا بدور المجموعات ما مهد لرحيله لاحقا.
الحنين للماضي
بعد نحو 12 عاما من القطيعة بين الاتحاد والمدرسة البرتغالية، عاد الحنين من جديد بالتعاقد مع بديل للمدرب الروماني كوزمين كونترا، ليتم استقدام خبير الدوري الإنجليزي وصاحب النجاحات أيضا مع بورتو، نونو إسبريتو سانتو.
وسانتو الذي قاد ولفرهامبتون الإنجليزي في فترة ذهبية، يعد أطول مدرب استمر في قيادة الاتحاد منذ عهد التشيلي لويس سييرا، حيث قاد المدرب البرتغالي النمور في 53 مباراة مقابل 63 للتشيلي لويس سييرا من 2016 إلى 2018.
وفي 53 مباراة حقق الاتحاد 37 انتصارا مع سانتو وتعادل 9 مرات وخسر في 7 مناسبات فقط، لكنها كانت كافية للإطاحة به من تدريب الفريق.
ولعل أبرز أسباب رحيل سانتو كان خلافه مع النجوم الكبار على غرار كريم بنزيما، الذي انتقده أمام زملائه ورأى أنه لا يقوم بالعمل الدفاعي كما ينبغي، في فترة كانت باهتة فنيا للاتحاد.
وخسر الاتحاد كلاسيكو مثير أمام الهلال 3 /4، ثم ديربي جدة أمام الأهلي 1 / صفر، لتزداد الأمور تعقيدا بالنسبة لسانتو، لكن كلمة النهاية في علاقته بالعميد كانت الخسارة أمام الشباب بهدف نظيف، أعقبتها خسارة أخرى ضد القوة الجوية العراقي صفر / 2، في دوري أبطال آسيا، رغم أن الفريق تأهل لاحقا لدور الـ16 لدوري أبطال آسيا، لكن الإدارة رأت أن استمراره سيمهد لمزيد من التراجع.
قوة ومرونة
يعد البرتغالي سيرجيو كونسيساو خيارا مثاليا لقيادة الاتحاد في المرحلة المقبلة، بعد مسيرة ناجحة مع بورتو البرتغالي امتدت منذ 2017 وحتى رحيله في صيف 2024. والمدرب بنى سمعته على شخصيته الصارمة وأسلوبه الخططي المتنوع، ما جعله قادراً على فرض الانضباط والروح القتالية في كل فريق تولى تدريبه.
ويعتمد كونسيساو على تكتيك مرن، وغالباً ما يفضل اللعب بخطة 4-4-2 أو 4-3-3، مع التركيز على الضغط العالي واستغلال الأطراف بكثافة هجومية.
و أبرز ما يميز فلسفته المرونة بين الدفاع والهجوم، إذ يجيد تحويل فريقه سريعاً من حالة التكتل الدفاعي إلى الهجمات المرتدة الخطيرة، كما يملك خبرة كبيرة في تطوير اللاعبين الشباب ودمجهم مع عناصر الخبرة، وهو ما ظهر بوضوح في تجربته الطويلة مع بورتو.
لكن رغم تلك الإيجابيات، لا يخلو أسلوبه من الانتقادات. فشخصيته الحادة كثيراً ما تسببت في خلافات مع الحكام أو إدارات الأندية، كما أن اعتماده أحياناً على الحماس الزائد قد ينعكس على أداء لاعبيه بشكل سلبي في المباريات الكبيرة. ويُعاب عليه الاعتماد بشكل أكبر على التنظيم الدفاعي في بعض المباريات الأوروبية، ما حدّ من طموحات بورتو أمام الكبار.
مع ذلك، يرى كثيرون أن كونسيساو قد يكون خياراً مناسباً للاتحاد، لامتلاكه خبرة في إدارة الفرق الكبرى، وقدرته على إعادة الانضباط للفريق بعد بدايته المتعثرة هذا الموسم. فمزج شخصيته الصارمة بخبرته التكتيكية قد يمنح العميد دفعة جديدة لاستعادة الاستقرار والمنافسة بقوة محلياً وقارياً.
- كونسيساو ثالث مدرب برتغالي يقود العميد
- المدرب البرتغالي يملك خبرة كبيرة في إدارة الفرق الكبرى
- البرتغالي يمتاز بفلسفته المرنة بين الدفاع والهجوم
- يملك المدرب الجديد خبرة كبيرة في تطوير اللاعبين الشباب
- يعاب على كونسيساو الاعتماد بشكل أكبر على التنظيم الدفاعي
- نجاح البرتغالي في مزج قوة الشخصية والخبرة التكتيكية سيعيد النمور