أخبار محزنة
أضاف عسيري: الفكرة بدأت من مشاهداتنا لما تنقله الأخبار يوميًا وما تشهده غزة من معاناة إنسانية متواصلة، حيث الجوع والتزاحم والبكاء من أجل الحصول على شيء من الطعام، وتشرد السكان ودمار المنازل والمستشفيات وحتى المساجد، في وقتٍ لم يتمكن فيه المجتمع الدولي من وقف هذا العدوان الذي خلّف مأساة كبيرة على المدنيين.
ولفت عسيري إلى أن فكرة اللوحة ليست منقولة من صورة نسخ ولصق، بل هي تصور عام لحال أهل غزة، وتمثل (فتاة وصبيا) في وسط اللوحة والمحور الأساسي لها، حيث الصبي يصرخ من الجوع ويمد الإناء الفارغ لعله يحصل على ما يأكله، فيما الفتاة كذلك تبكي وتحترق من أجل النظر إلى أي بارقة أمل في الحصول على طعام، كما تبدو الأيدي من الخلف وتمثل أيدي سكان آخرين لم يستطيعوا الوصول إلى المقدمة واكتفوا بمد أيديهم لعلها تلمس شيئًا من خلف الزحام.
إشارة النصر
أشار عسيري إلى أن الخلفية من جهة الفتاة عبارة عن مبانٍ مهدمة أحرقت الفتاة بانعكاساتها وتداخلها معها، وبانعكاسها كذلك على لون وجهها، وفي الأعلى مآذن لمساجد مهدّمة وسط الدخان والحريق.
أما الخلفية من جهة الصبي فتشمل الدمار والتهجير، ويتمثل ذلك برموز لأشخاص يحملون ما تبقّى لهم من أمتعة، وكذلك عربة معاق يدفعها آخر.
وفي الأعلى تظهر رموز تعكس تعقيد المشهد في غزة، حيث تتقابل رموز الصراع وادعاءات النصر بيدين ملوثتين بالدم، في دلالة فنية على عبثية الحرب وتكرار الألم الإنساني.
وأكد عسيري أن كثيرًا من المواهب التشكيلية العربية أنتجت أعمالًا مختلفة ومتنوعة للتضامن مع غزة وسكانها، واستطاعوا إيصال الصوت وردة الفعل بريشتهم، قناعة منهم بأن رسالة الفن التشكيلي قد تبدو أبلغ وأجدى وأسرع في التعبير عن الموقف الإنساني.