قاد البحث الدكتور شادي أبو هاشم، رئيس تجارب التصوير القلبي في مستشفى ماساتشوستس العام أستاذ كلية هارفارد الطبية، حيث أوضح أن التلوث الضوئي يشكّل عامل خطر غير مدروس بما يكفي، على الرغم من انتشاره الواسع، مؤكدا أن الدماغ يستجيب للضوء الليلي كما لو كان في حالة توتر دائم، ما يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات المناعية التي تسبّب التهابات الأوعية الدموية.
وقد شملت الدراسة 450 مشاركا خضعوا لفحوص PET/CT من أجل قياس نشاط التوتر العصبي والالتهاب في الشرايين، وتبيّن أن كل زيادة في شدة التعرض للضوء ليلا ارتبطت بارتفاع خطر أمراض القلب 35% خلال خمس سنوات، و22% خلال عشر سنوات، حتى بعد استبعاد تأثير العوامل البيئية والعادات الصحية الأخرى.
وأشار الباحثون إلى أن الضوء الليلي، حتى بجرعات منخفضة، قد يعزز نشاط مناطق في الدماغ مسؤولة عن الاستجابة للضغط النفسي، مما يسرّع من تلف الأوعية الدموية مع مرور الوقت.
ودعا البروفيسور خوليو فرنانديز-ميندوزا إلى اعتبار التلوث الضوئي قضية صحة عامة، موصيا بخفض الإضاءة الخارجية غير الضرورية في المدن، واستخدام أضواء حساسة للحركة، مع إبقاء غرف النوم مظلمة، والابتعاد عن الشاشات قبل النوم.
وعلى الرغم من أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة، فإنها تفتح بابا جديدا في فهم كيف يمكن لعوامل بيئية بسيطة، مثل الضوء الصناعي، أن تؤثر في صحة القلب على المدى الطويل.