ذكريات الزمن الجميل
وفي مساحة مشحونة بالعاطفة، قدّم الشاعر أبو طالب علواني قصيدة احتفت بالوفاء ولحظة اللقاء، ثم تحدّث البشكمي بكلمات بدت مشبعة بالحنين، مؤكدا أنه لم ينسَ طلابه ولا تفاصيل الحياة الأولى حين كانت الطرق وعرة والخدمات محدودة، والوصول إلى المدرسة تحديا يوميا يحتاج صبر القلب وسعة الروح.
امتداد عاطفي بين الأجيال
اجتمع طلاب الأمس حول معلمهم يحملون صوره القديمة، يستعيدون معه قصص الحصص الأولى والمواقف التي شكّلت جزءا من طفولتهم وشبابهم. الأجمل حضور أبناء أولئك الطلاب أيضا، في صورة تعكس الامتداد العاطفي بين جيلين والأثر الذي يتركه المربّي مهما طال الغياب.
لم تكن الزيارة حضورا عابرا، بل عودة إلى محطةٍ صنعت جزءا من روحه ومسيرته. فقد استقبل أهالي الراحة البشكمي بحفاوة كبيرة شهدها المشايخ والأعيان، واستحضار مشترك لأيام تعليمية قاسية في ظروفها وعميقة في أثرها. وبدأ الحفل بتلاوة قرآنية أعقبتها كلمات مؤثرة أبرزها كلمة الأهالي التي ألقاها المعلم محمد جابر علواني، مؤكدا مكانة المعلّم ودوره في تشكيل وعي الأجيال.
تكريم الود
وفي ختام الأمسية، قدّم أبناء القرية هدايا تذكارية للمعلم الأردني تقديرا لمسيرته، مؤكدين أن الزيارة لا تُعد لقاءً عابرا بل لحظة إنسانية خالدة تجسّد وفاءً متبادلا، وتشبه رسالة مفتوحة تقول إن المعلّم لا يغيب وإن غاب الزمن.
زيارة تروي حكاية
روى البشكمي جانبا من ذاكرة التعليم في قرية الراحة قبل خمسة عقود، عندما كانت سيارات الدفع الرباعي تشق الطرق الترابية الوعرة للوصول إلى الفصول المتواضعة، وكان صوت صافرة انتهاء الحصة يحلّ مكان الجرس. ورغم مشقة تلك الأيام، يؤكد المعلم البشكمي أن القرية اليوم تغيّرت كليا مع تطور الخدمات وارتفاع جودة الحياة، لتبدو مختلفة تماما عن بيئة البدايات التي عرفها يوما.