نعم إنه صعب لكنه ليس بالمستحيل، لكن الحياة طغى فيها الإنسان ذو الوجهين بارع التمثيل، لدرجة أنه يستحيل أن تفكر في أنه قد يخونك أو يؤذيك يومًا، قد تشك في الجميع إلا هو.. فما التصرف الصحيح تجاهه؟
قد يذهب البعض إلى اختيار أسلوب الانتقام والمعاملة بالمثل، فيرد الأذى بالأذى والظلم بمثله ويفتعل المشكلات ليفسح مجالًا يخفف من وقع غله عليه.
لكن الانتقام ليس دائمًا هو الحل، ولذلك فالتجاهل قد يكون أفضل في كثير من الأحيان، كأن تمحو ذلك الشخص من حياتك كأنه لم يكن فيها يومًا، التجاهل هنا هو خير اختيار مع النسيان والبعد طبعًا، لأنك لو تجاهلت الشخص وأنت تراه يوميًّا، فأنت تجبر عقلك على أن تتذكر أفعاله ومعاناتك معه في كل مرة تلتقيان فيها.
البعد هنا يريح النفس والعين.. امضِ في حياتك ولا تلتفت إلى كل مَن التقيته، ليس كل شيء يستحق وقتك وجهدك، وليست كل الأشياء تستحق التركيز، القليل فقط من لهم الحق في احتلال مكان في عقلك وقلبك ووقتك.
لا يمكنك أن تقرر مكان أحد، فلا أحد يشعر بما مر به غيرك.
وإن أردت الانتقام، فاترك القانون يأخذ حقك مع تسليمه للعدالة الإلهية، والله لا يظلم عنده أحدًا ولو بمقدار ذرة ولله الحمد.
يجب أن تتحلى بالحكمة والتأني في اتخاذ القرار الذي ستواجه به من خانك، فكر في المهم والأهم؛ إذ كلما اخترت الأسلوب الأنسب كان أفضل لراحتك النفسية والجسدية وحفاظًا على مزاجك في ما هو قادم.
اعتبر مما مررت به وخذ درسك وإياك أن تنساه، ثم امضِ نحو مكان آخر ووجوه جديدة وتجربة جديدة ودروس جديدة.