ولما كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد ذكر أن المؤمن من الجائز أن يرتكب بعضاً من المحظورات، لكنه لا يكذب باعتبار أن نتائج الكذب كارثية في المجتمع، فالكذب في البيع غش وخسارة وظلم. والكذب في الوظيفة تعطيل لمصالح الناس، والكذب في الحوادث تهرب من المسؤولية، وخِلف الوعد يهدم الثقة ويولد الإحباط. مع ما يتبع ذلك من تعطيل المصالح عند إعطاء الوعود الكاذبة. والعرب ما افتخرت بشيء قدر افتخارها بالوفاء بالوعد وصدق المواعيد، حتى قال شاعرهم (وإني وإن أوعدته أو وعدته لمنجز وعدي ومخلف إيعادي)،
حتى أنهم أطلقوا على من يكذب ويخلِف مواعيده «عرقوب» الذي يضرب به المثل عند العرب في الكذب، واشتهر بالمماطلة وإعطاء المواعيد الكاذبة. ومن لازمته هذه الخصال لا يحتاج أن يوضح للناس ما هو عليه من خلق، ففعله كاف ليظهر حقيقته، حيث إنه سيجني تبعات كذبه وخيانته، وفقدان الثقة به، مع ما يتبعه من سوء السمعة، بل أكاد اجزم أن معارفه وأقاربه يتبرؤون منه.
ومن المهم تناول تلك الأخلاق والسلوكيات السيئة في المدرسة والإعلام وخطب الجمعة، باعتبارها خلقا سيئًا، وليست من أخلاق المسلم، حيث يأثم من كان ذلك ديدنه.