افتتحت اللقاءَ المدير التنفيذي للجمعية سارة الجهني، بكلمة أكدت فيها أهمية صون التراث غير المادي وضرورة توثيقه ونقله للأجيال القادمة، مشيرة إلى أن الجمعية تعمل على بناء قاعدة بيانات شاملة للتراث المحلي، وتسعى إلى إطلاق برامج نوعية تعزز حضوره في المشهد الثقافي والسياحي. كما دعت الجهني المهتمين للانضمام إلى عضوية الجمعية دعماً لهذه الجهود الوطنية.
وقدّم عريف اللقاء والعضو المؤسس راشد القناص، رؤية متكاملة حول دور المجتمع المحلي في حماية التراث، مشدداً على أهمية إشراك الشباب والمهتمين في عمليات التوثيق والحفظ، ومؤكداً ضرورة تعزيز التعاون بين الجهات الثقافية والمجتمعية لخدمة هذا الإرث الوطني.
وتناول اللقاء عدة محاور من أبرزها: توثيق التراث المحلي، حماية العناصر المهددة بالاندثار، نقل المعرفة للأجيال القادمة، تعزيز التكامل بين الجهات المعنية، وإبراز الهوية الأحسائية في المحافل المحلية والدولية.
واتفق المتحدثون على أهمية الإسراع في توثيق عناصر التراث غير المادي قبل اندثارها، مؤكدين أن مسؤولية حفظ الموروث تقع على عاتق الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
وشهدت الورشة نقاشات موسّعة حول دعم الحرفيين والفنانين الشعبيين، وتشجيع إقامة فعاليات ومهرجانات تُبرز التراث المحلي مثل القصص الشفوية والفنون الأدائية والعادات والتقاليد التي تُجسّد هوية الأحساء.
كما أكّد عدد من الحضور أهمية التعاون مع الجمعية في تنفيذ برامج توعوية وبحثية تعزز حضور التراث غير المادي في وجدان المجتمع، مشيدين بالجهود التي تبذلها الجمعية وما تقدمه من مبادرات نوعية ومشاريع هادفة لتحفيز الباحثين والممارسين على المشاركة في حفظ التراث بأساليب مبتكرة تحافظ على أصالته وتبرز قيمته.
وأشار المشاركون إلى ضرورة توثيق التراث رقمياً من خلال إطلاق مشاريع وأرشيفات تفاعلية تحفظ التراث الشفهي والفني والحرفي. كما أعلن عدد من الحضور استعدادهم لتقديم خبراتهم والمساهمة في البرامج التدريبية المتعلقة بالتوثيق والبحث والموروث الشعبي، مؤكدين أن الأحساء تزخر بثراء تراثي يستحق العناية والاحتفاء.
وقدمت مسؤولة العضويات في الجمعية أمجاد الشاقي، شرحاً لآلية الانضمام، موضحة أن باب العضوية مفتوح للمهتمين والممارسين والباحثين في مجال التراث من الأفراد والجهات ذات العلاقة. وأكدت أن الجمعية تسعى لاستقطاب الكفاءات الشابة وتوفير بيئة محفزة تتيح لهم المشاركة في حفظ التراث وتوثيقه، مبينة أن العضوية تمنح فرصاً للتدريب والمشاركة في الفعاليات والمشاريع الميدانية.
وفي ختام اللقاء، عبّر الحضور عن امتنانهم للجمعية على هذه المبادرة النوعية التي تعكس وعياً متقدماً بأهمية حماية التراث غير المادي وجعله رافداً حقيقياً للتنمية الثقافية. وأجمعوا على أن الورشة لم تكن مجرد لقاء، بل خطوة عملية نحو بناء ذاكرة ثقافية مستدامة للأحساء تحفظ القيم والتقاليد، وتسهم في صياغة هوية مستقبلية قائمة على الشراكة المجتمعية والاعتزاز بالهوية الوطنية.