جاءت مشاركة مرزوق في المعرض إلى جانب فنانين من تونس، وليبيا، ومصر، وفرنسا، وسلوفاكيا، ونيجيريا، وكوريا الجنوبية، في حوار بصري متعدد الأساليب والتقنيات، جمعهم شغف واحد بفن الحفر. وأكدت منسقة المعرض الدكتورة كريمة بن سعد أنّ المشاركين جاءوا من خلفيات وتجارب مختلفة، إلا أن «تقاطعات» جمعت بينها جميعًا، وقالت:
«يجمعنا عشق فن الحفر مهما اختلفت اتجاهاتنا، فداخل هذا المعرض تذوب المسافات، وتتقاطع التجارب، سواء كانت من الحفر على الخشب واللينو، أو الخدش على النحاس والزنك، أو الطباعة على الورق والقماش، في رحلة تمتد بين عوالم الأبيض والأسود وتوهجات اللون».
وأضافت أن كلمات الفنانة والحفّارة رشيدة عمار لفتت انتباهها حين قالت: «ما زال الحفر الفني يتعثر في ذهن وبصر المتلقي العربي». ومن هنا – تضيف بن سعد – جاء معرض «تقاطعات» لردم هذا التعثر وتعريف الجمهور بتنوع تقنيات الحفر وثرائها، باعتبارها لغة تشكيلية معاصرة قائمة بذاتها، لا تقل عمقًا عن باقي الفنون البصرية.
وشكّل المعرض فضاءً يجمع حفّارين من مختلف دول العالم في حوار بصري متعدد الأصوات واللغات، تلتقي فيه التجارب الفنية عند نقطة واحدة: لغة الحفر؛ لغة تحكي القصص ذاتها من زوايا مختلفة، وتفتح آفاقًا جديدة للتأمل في تقاطعات الذاكرة والرؤية والثقافة.