القرآنيون هم جماعة أو فكر ظهر قديمًا وتجدد في العصر الحديث، يدعون أن المسلم لا يحتاج إلا للقرآن فقط، وأن السنة النبوية ليست ملزمة، لأنها حسب زعمهم قد تكون عرضة للتحريف أو الاختلاق، ظاهر الأمر يتكلمون باسم القرآن، لكن في حقيقتهم يعتدون على أهم مصادر التشريع في الإسلام، ويشككون في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ويمهدون لنسف ما أجمعت عليه الأمة منذ 14 قرنًا.

أول ظهور لهم في العصور المتأخرة كان على يد، أحمد خان، في الهند خلال القرن الـ19 الميلادي، وهو مؤسس المدرسة الأحمدية، التي كانت تتبنى الفكر التغريبي تحت غطاء إسلامي، ثم جاء بعده، عبدالله جكرالوي، المتوفى عام 1898م، وهو من أبرز مؤسسي ما يعرف بـ«القرآنيين» في الهند، وكان ينكر حجية السنة جملة وتفصيلا، ويزعم أن الدين لا يوخذ إلا من القرآن فقط.

وحقيقة هؤلاء لم يكونوا دعاة تجديد حقيقي، بل حملوا أفكارًا خطيرة هدفها ضرب الدين من الداخل باسم القرآن وهو منه براء.. «من هم أتباع القرآنيين في العصر الحديث»، غالب أتباع «القرآنيين» هم من العامة أو قليلي العلم الشرعي، ويفتنون ببعض الشعارات السطحية، مثل نحن نكتفي بالقرآن!، أو نحن نرفض الأحاديث المكذوبة، دون أن يفرقوا بين علم الحديث الصحيح وبين الافتراءات.


هؤلاء لم يدرسوا علوم الشريعة وأصول الفقه، وعلوم الحديث، وأسباب النزول، إنما يهرفون بما لا يعرفون.. يتأثرون بالطرح العاطفي أو الإعلامي.. ⁠يستعجلون الاتهام دون تحقق.. يبحثون عن دين سهل بلا التزامات، وبما أنهم لا يمتلكون أدوات العلم، يصدقون كل من يرفع شعار العقلانية أو القرآن وكفى، دون إدراك أنهم ينسفون دينهم بأيديهم.

الحقيقة التي يصعب تجاهلها، أن ⁠من أنكر حجية السنة سيفقد معظم تفاصيل الشريعة، ⁠وتفاصيل الصلاة.. عدد الركعات.. كيفية أداء نصاب الزكاة.. كيفية الحج.. تفسير آيات مجملة في القرآن.

وهنا مثال بسيط أسوقه .. تخيل شخصًا عاميًا يقول أنا سأجري عملية جراحية فقط بناءً على ما قرأته في كتيب عن جسم الإنسان، ولن أرجع لبروتوكولات الجراحة، ولا لأطباء متخصصين، ولا لخبرات من سبقوني، لأن الكتيب يكفيني؟!.

أقوال العلماء: ⁠قال الإمام الشافعي، السنة مبينة للقرآن، وهي مثله في الاتباع.. ⁠وقال الإمام أحمد، من رد الحديث فهو على شفا هلاك.. وقال ابن حزم، من أنكر السنة فهو كافر مرتد بإجماع المسلمين.

القرآنيون ليسوا دعاة علم ولا هدى، بل أدوات لهدم الإسلام من داخله باسم القرآن، والواجب فضحهم وتوعية الناس بخطرهم، والتمسك بالقرآن والسنة، فهما من عند الله، لا يفهم أحدهما دون الآخر.