أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفضه التام لأي تنازل إقليمي لروسيا، في ظل ضغوط أمريكية تدعو كييف إلى قبول تسوية تشمل التخلي عن مناطق تخضع لسيطرة القوات الروسية. وجاء موقفه بالتزامن مع جولة دبلوماسية مكثفة لحشد دعم أوروبي، شملت لقاءات في العاصمة الإيطالية مع البابا ليون الرابع عشر، ومحادثات مرتقبة مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. وقال الفاتيكان إن البابا شدد خلال اللقاء على أهمية مواصلة الحوار وضرورة الوصول إلى سلام عادل ودائم، مع تأكيده بقاء الكرسي الرسولي على الحياد وتقديمه الدعم الإنساني للمتضررين من الحرب.

ضغط واشنطن

وجاء موقف زيلينسكي عقب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترمب اعتبر فيها أن روسيا لا تزال تحتفظ بـ«اليد العليا» عسكريًا، داعيًا كييف إلى «اللعب» وفق المعطيات الواقعية، بما يشمل التنازل عن سيطرتها على أجزاء من منطقة دونباس. ورغم أن أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين يرفضون المقترح باعتباره تنازلًا غير قانوني، أكد ترمب أن شخصيات في الدائرة المقربة من زيلينسكي تتفق مع النهج الأمريكي. كما جدد دعوته لإجراء انتخابات رئاسية رغم استمرار الأحكام العرفية وتمديد ولاية زيلينسكي، في موقف ينسجم مع انتقادات موسكو حول شرعية تأجيل الانتخابات في أوكرانيا.




مفاوضات متعثرة

وأنهى فريقا التفاوض الأوكراني والأمريكي جولة محادثات امتدت لثلاثة أيام بهدف تضييق فجوة الخلاف حول المقترح الأمريكي للسلام. وتشير مصادر أوكرانية إلى أن النسخة الجديدة من الخطة تضم 20 بندًا بدل 28، بعد حذف نقاط اعتبرتها كييف «معادية لأوكرانيا». ويركز الخلاف الأساسي على مستقبل دونباس والسيادة على الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، إضافة إلى ضمانات أمنية طويلة الأمد. في المقابل، تسعى القيادة الأوكرانية إلى تثبيت مبدأ رفض الاقتطاع الإقليمي باعتباره جزءًا من الدستور الأوكراني والقانون الدولي.

دعم أوروبا

وأجرى زيلينسكي محادثات في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، لبحث سبل تأمين دعم إضافي. وأكد القادة الأوروبيون ضرورة أن يرتبط أي وقف لإطلاق النار بضمانات أمنية قوية تردع روسيا عن شن هجوم جديد، بينما لم تقدم واشنطن حتى الآن التزامات واضحة. وأعرب ميرز عن شكوكه بشأن التفاصيل المنشورة للخطة الأمريكية، قائلًا إن الأيام المقبلة ستكون حاسمة لجميع الأطراف.

تبادل الضربات

وتواصلت الهجمات الجوية بين الطرفين خلال الساعات الماضية؛ إذ أعلنت أوكرانيا أن روسيا أطلقت 110 طائرات مسيرة، أسقطت الدفاعات الأوكرانية 84 منها، بينما أصابت 24 هدفًا مختلفًا وأدت إلى انقطاعات طارئة في الكهرباء بعد استهداف منشآت الطاقة. في المقابل، قالت روسيا إن دفاعاتها الجوية دمرت 121 طائرة من دون طيار في مناطق عدة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. وأسفر هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على محطة غاز مسال في ميناء تيمرايوك عن اندلاع حريق استمر أيامًا، وألحق أضرارًا بمستودعات التخزين وعربات النقل. وتمثل هذه التطورات أحدث مؤشر على اتساع نطاق العمليات المتبادلة، في وقت تسعى فيه الأطراف الدولية إلى دفع مسار دبلوماسي لإنهاء الحرب وسط تباينات حادة حول شروط السلام وحدود السيادة الأوكرانية.



1. زيلينسكي يرفض التنازل الإقليمي

2. واشنطن تضغط لتسوية تشمل دونباس

3. دعم أوروبي مشروط بضمانات أمنية

4. تصعيد متبادل بالمسيرات والهجمات الجوية