قبل خمس سنوات عادت فاطمة إلى البيت خائرة القوى بعد صراع مع أمواج من الأمهات والطالبات تدافعن للتسجيل في الكلية الصحية، وهي تحتفظ حتى الآن بصورة لذراع حارسة الباب وفيها أثر السلاسل حين ضغطتها المتدافعات ليدخلن قسرا.

قبل أيام عادت لتسجل ابنتنا الثانية في الجامعة، لكن الحال اختلف هذه المرة، بدأ التسجيل في الجامعة قبل صدور نتائج الثانوية العامة، ثم أرسلت نتائج الثانوية آليا لموقع الجامعة وتم الفرز بناء على المعدلات وحددت أربع فترات، لكل فترة عدد محدود من الطلاب.

تدخل الطالبة إلى قاعة الاستقبال تودع فيها جوالها وتتجه أمها أو مرافقتها إلى قاعة انتظار مزودة بشاشات بث تلفزيونية وشاشات لمتابعة خطوات تسجيل بناتهن خطوة بخطوة ومزودة أيضا بخدمة إنترنت مجانية وبوفيه مجاني، بينما تتجه الطالبة إلى صالة الفرز الأولى ليتم تدقيق بياناتها في 30 ثانية فقط وتدخل بعدها صالة القبول النهائي، وهي صالة مزودة بشاشات عرض معلومات فورية عن التخصصات التي أغلق فيها التسجيل وتلك التي ما زالت مفتوحة. يتم هنا عرض عشرة أسماء هن الأعلى نسبة وينادى عليهن بالصوت ليدخلن صالة التسجيل مرتبات حسب نسبتهن وسيجدن أمامهن عشر موظفات أمام كل واحدة منهن شاشة معلومات خاصة بها وشاشة معلومات للطالبة لترى بنفسها التخصصات المفتوحة الباقية، في ثوان يتم تسجيلها وتدخل بعدها إلى غرفة التصوير ومنها تستلم بطاقة الجامعة وبطاقة الصراف الآلي، تخرج بعدها إلى حيث تنتظرها أمها في المقهى المجاني وتستلم فيه جوالها.

هذا عدا عن "مزلقانات" للمعاقين وسيارة إسعاف وطبيبة طوارئ. إنه جهد عمادة القبول والتسجيل التي كان عميدها يرسل للمسجلين توجيهاته كل ليلة عبر الفيسبوك، وإدارة تقنية المعلومات التي وفرت فريقا من الفنيين بالجامعة لخدمة وتأمين الربط بالإنترنت، وإدارة المشاريع والصيانة التي تعيد للمكان بريقه كل مساء، ولمسات إدارة العلاقة العامة والإعلام.

ميسون شتيفي، أحلام حكمي، فاطمة السدمي، زياد دويري، أحمد باعشن، إبراهيم عبدالفتاح، يحيى بكري، يحيى عوض. حسن إسحاق، إبراهيم أبو هادي، حسن حجاب، محمد آل هيازع، وكل الفريق الجميل المذهل.

المسألة ليست في التكاليف وإنما المسألة كلها الفكرة وجودة الخدمة.

شكرا لكم جميعا، جامعة جيزان ليست مجرد جامعة متفوقة.