وأظهرت قراءة «الوطن» لأحدث بيانات استهلاك الكهرباء ارتفاع عدد المشتركين في الطاقة الكهربائية من 7.620.109 مستهلكين في 2014 إلى 11.336.215 مستهلكًا في 2024، بزيادة صافية تبلغ نحو 3.716.106 مستهلكين، أي نمواً إجمالياً يقارب 48.8% خلال عشر سنوات، بمعدل نمو سنوي مركب يقدّر بنحو 4% تقريباً. في المقابل بقي متوسط استهلاك الفرد السكني محدود الزيادة خلال الخمس سنوات الأخيرة، إذ نَمَت حصيلة الفرد من الكهرباء من 4.274 كيلواط-ساعة في 2019 إلى 4.567 كيلواط-ساعة في 2024 بزيادة إجمالية نحو 6.9% (ما يعادل معدل نمو سنوي مركب تقريبي 1.3% بين 2019 و2024).
توسع المستهلكين
وأظهرت البيانات أنه منذ عام 2014 ظل عدد المشتركين في صعود مستمر، مرتفعاً من 7.62 ملايين مشترك إلى أكثر من 11.33 مليون مشترك بنهاية 2024. وبدأت مرحلة النمو بقوة لافتة، حيث حققت الأعوام 2015 و2016 نسباً تجاوزت 6%، مدفوعة بالتوسع العمراني الكبير وزيادة مشاريع الإسكان وتنامي الطلب على الخدمات في المدن الجديدة. ومع دخول القطاع في مرحلة أكثر نضجاً، أخذت وتيرة النمو تتراجع تدريجياً؛ فسجّل عام 2018 نمواً عند 4% فقط، ثم واصل مساره نحو مستويات تقارب 3.6% في 2019 و3.7% في 2020 و2021.
وفي عام 2022، عاد معدل النمو للارتفاع إلى 3.88%، وهو الأعلى منذ خمس سنوات، مع عودة النشاط الاقتصادي إلى زخم أقوى بعد الجائحة، قبل أن يشهد 2023 تباطؤاً حاداً بلغ 0.79%، وهو الأدنى خلال عشر سنوات. وفي 2024، بدأ القطاع استعادة إيقاعه الطبيعي بنمو 2.91%، مما يعكس موجة جديدة من التوسع العمراني والمشاريع السكنية التي أُطلقت في عدد من المدن.
استهلاك الفرد
ورغم هذا النمو المتسارع في عدد المستفيدين، فإن استهلاك الفرد السكني لم يسلك المسار ذاته، بل اتسم بتذبذب واضح خلال الفترة بين 2019 و2024. فقد ارتفع متوسط الاستهلاك من 4.274 كيلوواط ساعة في 2019 إلى 4.363 في 2020 بنمو 2%، ثم قفز بقوة إلى 4.628 كيلوواط ساعة في 2021، وهي أعلى زيادة سنوية خلال الفترة بنسبة 6%، مدفوعة بارتفاع الطلب على التكييف خلال صيف أكثر حرارة وزيادة بقاء الأفراد في المنازل.
لكن هذا المسار لم يستمر؛ ففي 2022 تراجع استهلاك الفرد إلى 4.438 كيلوواط ساعة بنسبة انخفاض 4.11%، وهو انعكاس مباشر لتوسع برامج كفاءة الطاقة وتشديد المعايير الخاصة بالعزل الحراري وارتفاع استخدام الأجهزة عالية الكفاءة. وعاد الاستهلاك للارتفاع بشكل طفيف في 2023 بنسبة 2.14% ثم استقر تقريباً في 2024 عند 4.567 كيلوواط ساعة، بزيادة لا تتجاوز 0.75%.
الاستهلاك العالمي
وعند مقارنة استهلاك الفرد من الكهرباء في المملكة بالمستويات العالمية، يتضح أن المستهلك بالمملكة لا يزال ضمن الشريحة الأعلى عالمياً، رغم التراجع النسبي في استهلاك الفرد خلال السنوات الأخيرة. فبينما يتراوح متوسط الاستهلاك العالمي بين 3000 و3500 كيلوواط ساعة سنوياً للفرد، يرتفع المتوسط في الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة إلى أكثر من 12 ألف كيلوواط ساعة، وفي دول الاتحاد الأوروبي إلى ما بين 4500 و7000 كيلوواط ساعة، تبعاً لطبيعة المناخ والبنية العمرانية وكفاءة الشبكات.
وفي هذا السياق، فإن متوسط الاستهلاك بالمملكة البالغ 4567 كيلوواط ساعة في 2024 يضع المملكة في مستوى الاستهلاك بدول الاتحاد الأوربي وبمستوى أعلى من المتوسط العالمي، وأقرب إلى الاقتصادات ذات المناخ الحار، حيث يتسبب الاعتماد الكبير على التبريد في رفع مستويات الطلب السكني. لكن الفارق المهم خلال السنوات الأخيرة هو استقرار استهلاك الفرد في المملكة وتباطؤ نموه، مقابل استمرار نمو عدد المشتركين، مما يعكس تحسناً في كفاءة الأجهزة المنزلية، وتزايد الالتزام ببرامج إدارة الأحمال وترشيد الطاقة، إضافة إلى انتشار المباني الحديثة ذات العزل الحراري الأفضل.
وهو ما يظهر أن المملكة بدأت تتحول تدريجياً من سوق طاقة عالية النمو إلى سوق أكثر كفاءة في الاستهلاك، دون أن تفقد مستويات الرفاه الكهربائي.
عدد المستهلكين للطاقة الكهربائية ونسبة التغيير السنوي:
2014= 7.620.109
2015= 8.112.433= 6.46%
2016= 8.607.269 = 6.10%
2017= 9.068.609 = 5.36%
2018= 9.433.635 = 4.02%
2019= 9.778.133 = 3.65%
2020= 10.142.504 = 3.73%
2021= 10.521.392 = 3.74%
2022= 10.929.177 = 3.88%
2023= 11.015.627 = 0.79%
2024= 11.336.215 = 2.91%
متوسط الاستهلاك السنوي للفرد من الطاقة الكهربائية بحسب فئة الاستهلاك السكني «كيلوواط ساعة/ فرد»
2019= 4.274
2020= 4.363 = 2.08%
2021= 4.628 = 6.08%
2022= 4.438 = -4.11%
2023= 4.533 = 2.14%
2024= 4.567= 0.75%