أكثر صورة أبهجت الشارع العربي عموما، والشعبين الشقيقين السوري واللبناني خصوصا، هي الصورة التي جمعت بين الرئيسين سلام والشرع.

وهذا اللقاء جاء ثمرة ناضجة بعد جهد كبير، ومشاورات عميقة، ذات فحوى في غاية الأهمية، بادر بها القائد محمد بن سلمان بين الرئيسين المحترمين ومختلف الأطراف الدولية الفاعلة في تحريك وصياغة المشهد السياسي الدولي، ومتحولات العصر ومتغيراته الدولية الكبرى، بمن فيهم الرئيس دونالد ترمب.

منذ رمضان السابق كلنا يذكر كيف استقبل القائد بن سلمان الرئيس سلام نواف في المملكة بحفاوة بالغة، وأديا صلاة الجماعة معا في بيت الله، وهذا له دلالة كبرى ومغزى لا حدود له، وأجرى معه مباحثات مطولة، تناولت كل ما يهم لبنان وأمته، وسبل إنقاذ لبنان وشعبه مما يتعرض له من أهوال وكوارث مستمرة على مدى عقود طويلة.


وهذا هو حلم صحيفتنا «بيروت تايمز» الغراء، ولكون الصحيفة متأكدة من تواصل كفاح القائد لتحقيقه في رمضان وما بعده، بالإضافة إلى المقال الذي كان عنوانه «قائد السلام في شهر الصيام»، جملة وما بعده، وهذه ثمرة ما بعده، وسنرى بعون الله ثمارا أخرى أكثر إشراقا وبهاء.

نعم هذا هو ذاته حلم «بيروت تايمز»، شمس الثقافة والحرية والأدب والحب ووحدة الأمة، ورفع مكانتها بين الأمم والشعوب كافة، الذي تناضل لتحقيقه منذ تأسيسها وإلى اليوم، وستبقى إلى الأبد.

هذا حلم القائد أن يجمع شمل أمته ويوحدها ويضعها في مصاف الدول المتقدمة، بل ومعها منطقة الشرق الأوسط عامة.

وكلنا نعلم ما بذله من جهد خارق لخلاص اليمن والسودان وليبيا، وحتى أوكرانيا، مما تتعرض له شعوب هذه الدول من حروب ومعاناة فظيعة ومروعة.

أما ما قدمه من تضحيات جسيمة لخلاص سوريا فلا يمكن وصفه، ولذلك حين تم تحريرها كانت فرحة القائد بخلاصها أكبر من فرحة أهلنا السوريين ذاتهم.

وهنا كتبت مقال «السعودية دولة واحدة وشعب واحد»، ويسرني أني في مقدمة من أشاد بهم سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان أعزهما الله.

نعم قيادة المملكة تعتبر كل أبناء الشعب العربي هم شعبها، ودولهم كذلك دولتها، لذلك نجد حجم ما تقدمه المملكة لأمتها بلا حدود، وما تقدمه لكل شعوب العالم، لذلك كتبت مقال «السعودية سفينة إنقاذ الشعوب والأمم»، ومقال «دماء سعودية تتدفق لحماية الأمة».

ولكون قوة أي دولة عربية هي قوة للأمة، فكيف باجتماع قوى وقدرات وطاقات سوريا ولبنان معا، أولا تصب لمصلحة الشعبين معا، فهما في مرحلة ترسيخ وتعزيز خلاصهما، وبناء دولة قوية مهابة، تفرض سيطرتها وإرادتها وكلمتها في الداخل والخارج.

هذا يفسر لنا السر الكامن وراء الفرحة العارمة التي اجتاحت الشارع العربي بلقاء الدولتين معا، والشعبين معا، من خلال لقاء الرئيس سلام بالرئيس الشرع.

ولابد أن نقول: بات في عصر القائد محمد بن سلمان أشد وأقسى ما يؤلم المواطن العربي أن يسمع نصائح من هذا الطرف الأجنبي أو ذاك، بمن فيهم المبعوث الأمريكي، ما يؤكد ضرورة جمع الرئيس الشرع والرئيس سلام، هذا الأمر عمل عليه القائد بن سلمان، وناضل كثيرا لذلك حتى من قبل تسلمهما مهامهما، بل ما كان للبنان وسوريا أن يصبحا في وضع قادرين فيه على اختيار الشرع وسلام لرئاسة حكومتيهما، وهما رجال بناة دولة بحق.

والشعب العربي يثمن، عاليا عاليا، وقفة القائد بن سلمان المشهودة والمتتابعة، المشرقة والمشرفة، لوحدة أمته ورفع شأنها.

إذا قال القائد بن سلمان فعل، وهذه نجاحات كبرى في مسيرة تجسيد حلمه الأكبر على أرض الواقع، وهو ما نذر حياته له.