زخم سياحي وافد
يوضح تحليل بيانات تقرير وزارة السياحة أن المدينة المنورة واصلت جذب السياح الوافدين بوتيرة مستقرة خلال النصف الأول من 2025، مدفوعة بمكانتها العالمية، وتكامل خدماتها السياحية واللوجيستية. ويمثل حجم السياح الوافدين المسجل خلال الفترة دلالة واضحة على تعافي الطلب السياحي الدولي واستدامته، خصوصاً في ظل توسع الطاقة الاستيعابية لقطاع الإيواء، وتحسن تجربة الزائر على مستوى النقل، والخدمات، والمرافق المحيطة بالمسجد النبوي.
إقامة أطول
أحد أبرز مؤشرات التقرير يتمثل في القفزة الكبيرة في إجمالي ليالي المبيت، التي تجاوزت 9.3 ملايين ليلة. ويعكس هذا الرقم تحولاً في نمط الزيارة، من الزيارات القصيرة إلى الإقامات الممتدة، مدفوعة بزيادة البرامج السياحية، وتنوع الخيارات الفندقية، وارتفاع جودة الخدمات المقدمة. ويشير أيضاً إلى نجاح الجهود الرامية إلى تعزيز مدة بقاء السائح داخل المنطقة، بما ينعكس إيجاباً على قطاعات الإيواء، والإعاشة، والتجزئة، والنقل.
إنفاق قياسي
على صعيد الإنفاق، حقق السياح الوافدون إنفاقاً إجمالياً بلغ 1.656 مليار ريال خلال النصف الأول من 2025، وهو مستوى يعكس قوة الطلب وارتفاع القدرة الشرائية للسائح الوافد. ويبرز التقرير أن متوسط إنفاق السائح في الرحلة الواحدة وصل إلى نحو 5.164 ريالاً، مما يشير إلى تحسن جودة الإنفاق، وليس فقط زيادة أعداد الزوار، وهو ما يتماشى مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للسياحة الرامية إلى تعظيم العائد الاقتصادي من كل زيارة.
مؤشرات جودة
يُظهر تحليل بيانات تقرير السياحة أن متوسط الإنفاق اليومي للسائح بلغ نحو 178 ريالاً لليلة الواحدة، وهو مؤشر يعكس نمط إنفاق متوازن ومستقر، مدعوماً بتنوع الأنشطة السياحية والخدمية داخل المدينة. كما أن الارتفاع اللافت في متوسط مدة الإقامة إلى 29 ليلة يؤكد نجاح المدينة المنورة في التحول من محطة زيارة قصيرة إلى وجهة إقامة ممتدة، تستفيد من باقة متكاملة من الخدمات الصحية، والثقافية، والتجارية.
الأثر الاقتصادي
يمثل هذا الأداء السياحي رافداً اقتصادياً مهماً لمنطقة المدينة المنورة، حيث يسهم الإنفاق السياحي في دعم سلاسل الإمداد المحلية، وخلق فرص العمل، وتحفيز الاستثمار في قطاعات الضيافة، والتجزئة، والخدمات المساندة. ويعزز أيضاً من مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإقليمي، ويرفع من جاذبية المنطقة.
رؤية مستدامة
يتقاطع هذا النمو مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تضع السياحة كأحد محركات التنويع الاقتصادي، وتستهدف رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي، وزيادة أعداد السياح الدوليين، وتحسين جودة التجربة السياحية. ويعكس أداء المدينة المنورة خلال النصف الأول من 2025 نجاح السياسات التنظيمية والاستثمارية التي انتهجتها وزارة السياحة، سواء عبر تطوير البنية التحتية، أو تحسين البيئة التشريعية، أو دعم الاستثمار السياحي النوعي.
نظرة مستقبلية
في ضوء هذه المؤشرات، من المتوقع مواصلة المدينة المنورة تسجيل معدلات نمو إيجابية خلال النصف الثاني من عام 2025، خصوصاً مع مواسم العمرة والزيارات، واستمرار التوسع في مشاريع الإيواء والخدمات. كما أن التركيز على تنويع المنتجات السياحية، وتعزيز السياحة الثقافية والتاريخية، قد يسهم في رفع متوسط الإنفاق اليومي مستقبلاً، وتعظيم الأثر الاقتصادي للقطاع سياحياً وتنموياً.
السياحة الوافدة إلى المدينة المنورة
حجم الزوار:
3.767 ملايين
0.52 % من إجمالي الرحلات الوافدة للمملكة
الإقامة:
9.32 ملايين ليلة مبيت
29 ليلة متوسط مدة الإقامة
3.1 % حصة المدينة من ليالي المبيت الوافدة
الإنفاق:
1.66 مليار ريال إجمالي الإنفاق
5.164 ريالاً متوسط إنفاق الرحلة
178 ريالاً متوسط الإنفاق اليومي
3 % حصة المدينة من إنفاق السياحة الوافدة
السمات:
الإقامات الطويلة تعزز العائد الاقتصادي
تحسن جودة الإنفاق وليس فقط عدد الزوار
الأثر الاقتصادي:
دعم قطاعات الإيواء والإعاشة والنقل
تحفيز سلاسل الإمداد المحلية
تعزيز مساهمة السياحة في الاقتصاد المحلي