أبرز ما ميّز المنتدى هو انتقال الخطاب من «عرض الفرص» إلى «بناء المنظومات»، حيث طُرحت المشروعات في سياق تكاملي يشمل الطاقة والتعدين، والخدمات اللوجستية، والسياحة البيئية، والزراعة والثروة الحيوانية، مع تأكيد واضح على تهيئة البيئة الاستثمارية، وتسريع الإجراءات، ورفع جاهزية البنية التحتية، هذا التحول يعكس فهمًا ناضجًا للتنمية بوصفها عملية مستدامة، لا قائمة على المشروعات المنفردة، بل على سلاسل قيمة متكاملة.
ويُحسب لهذا المنجز الدور الكبير والمحوري الذي يقوده أمير منطقة الحدود الشمالية الأمير فيصل بن خالد بن سلطان آل سعود، ، الذي قدّم نموذجًا قياديًا واعيًا بأهمية الاستثمار كأداة للتنمية الاجتماعية قبل كونه نشاطًا اقتصاديًا.
فقد كان له حضور فاعل في توجيه بوصلة المنتدى نحو استثمار الميزات النسبية للمنطقة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وربط الطموحات المحلية بالأهداف الوطنية الكبرى، قيادته تعكس فهمًا عميقًا بأن التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان، وتُبنى على الثقة، وتُدار بمنهج تشاركي طويل المدى.
منتدى الحدود الشمالية للاستثمار 2025 يبعث برسالة مهمة: أن التنمية الإقليمية ليست هامشًا في مسار التنمية الوطنية، بل ركيزة أساسية لها، ومع استمرار هذا الزخم، وتكامل الجهود بين القيادة والمستثمرين، والقطاع غير الربحي، فإن المنطقة مقبلة على تحولات نوعية، تعيد تعريف موقعها على خارطة الاقتصاد الوطني، وتؤكد أن الاستثمار حين يُدار برؤية يصنع أثرًا يتجاوز الأرقام إلى مستقبل أكثر استدامة.