ذلك العقل لا يعرف الراحة، ولا يرضى بالسكينة. يركض وراء الحقيقة كطفل يطارد فراشة في بستان الأحلام. يطرح الأسئلة التي لا إجابة لها، ويحلم بالمستحيل وكأنه حقيقة واقعة.
إنه عقل لا يشيخ، ولا يستسلم. يثور على الجمود، ويحارب الظلام بفكرة، ويخلق من الفوضى نظامًا. كأنما وُلد ليشعل الشرارة في كل ما هو ساكن وخامل، ليعيد تشكيل العالم بألوانه الخاصة.
هو عقل يرفض الانطفاء، لأن النور الذي فيه ليس له مصدر خارجي، بل ينبع من داخله. هو شعلة تتغذى على الشغف، وتكبر مع كل فكرة جديدة، وكل تساؤل يفتح بابًا لمجهول جديد.
فما أجمل أن تحمل عقلًا لا ينطفئ، يُبقيك حيًا، حتى في أحلك اللحظات، يُذكرك أن الحياة ليست مجرد أيام تمضي، بل أفكار تُخلق، وأحلام تُبنى، وآفاق تُكتشف.