تجسيد الهوية
على الواجهة البحرية بمدينة جيزان، شهد الافتتاح مسيرة احتفالية استثنائية شارك فيها 16 مركبة فنية مزينة بتصاميم إبداعية تعكس هوية كل محافظة من محافظات المنطقة الـ16. وبرز في قلب المسيرة حضور لافت للأطفال والشباب، الذين حملوا رايات التراث، وأدوا الرقصات التقليدية على إيقاع العرضة والعزاوي والمعشى والسيف، وأسهموا في تزيين المركبات برموز تعبر عن خصوصية كل محافظة.
صناعة الحدث
جسد المشهد تحولاً جوهرياً: جيل اليوم لم يعد متفرجاً سلبياً، بل أصبح صانعاً للحدث وناقلاً حياً للتراث، وامتدت المشاركة إلى العروض الشعبية التي جمعت بين الرقصات التقليدية والمجسمات التفاعلية، إلى المعارض التراثية التي قدم فيها الشباب والأطفال الحرف اليدوية، والمنسوجات الملونة، والمنتجات المحلية، والمقتنيات التي تحمل قصص الأجداد.
وتحولت الأجنحة إلى جسور حية تربط الماضي بالحاضر، يتعلم فيها الطفل مهن آبائه وأجداده، ويتقن الزي التقليدي، ويدرك الشاب قيمة الحفاظ على هذه المهارات التي تشكل جوهر هوية جازان.
لوحة فنية
لم يقتصر مهرجان جازان على تقديم لوحات فنية وتراثية، بل حمل رسالة واضحة بأن الأجيال الجديدة حراس المستقبل وحاملو شعلة الهوية الجيزانية، يحافظون على أصالتها ويثرونها بوعي وإبداع، إذ يلتقي التراث بالشباب في لوحة نابضة بالحياة من خلال تراث يروى، وأطفال يستمعون ويبدعون، وهوية تُعاش يومياً.