أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دهشة أعضاء حكومته من حزب (الليكود) عندما أبدى دعمه لمشروع القانون العنصري الذي طرحته النائبة من كتلة (إسرائيل بيتنا) أناستاسيا ميخائيلي والداعي لحظر استخدام مكبرات الصوت للأذان، خاصة لصلاتي الفجر والعشاء، في وقت صعَّد في الاحتلال من حزمة إجراءاته حيث أعلنت سلطاته رسميا إغلاق باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى أمس.

ونقلت مصادر عن نتنياهو قوله خلال لقائه وزراء حزبه إنه "لا يجوز لإسرائيل اتخاذ موقف أكثر ليبرالية من أوروبا التي تحظر أذان المساجد عبر مكبرات الصوت في أراضيها". وكان وزراء الليكود قد عارضوا مشروع القانون بشدّة وهو ما حال دون طرحه على لجنة وزارية إسرائيلية، إلا أن موقف رئيس الوزراء قد يعيد المشروع للواجهة من جديد.

إلى ذلك استبقت الحكومة الإسرائيلية زيارة مندوبي اللجنة الرباعية الدولية غدا بنشر مناقصات جديدة لبناء حي استيطاني جديد يضم 40 وحدة استيطانية بالقرب من مستوطنة (افرات) في محافظة بيت لحم، ومناقصة أخرى لبناء 277 وحدة استيطانية في مستوطنة (اريئيل) في شمال الضفة الغربية.

من جانبها دانت جامعة الدول العربية قيام تل أبيب بالمصادقة على هذه المستوطنات، وشدَّدت في بيان لها أمس على أن "هذه الإجراءات منافية للقانون الدولي، والمحاولات اليائسة لإضفاء الشرعية على المستوطنات ستفشل لأن هذه المناطق محتلة ولا يحق للاحتلال التصرف فيها بهذا الشكل". وتابع البيان "نعبِّر كذلك عن الانزعاج من التحرك الإسرائيلي لمنع رفع الأذان في المساجد عبر استخدام مكبِّرات الصوت، خصوصا في البلدات المختلطة وفي البلدات العربية التي تجاورها بلدات يهودية".

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صعَّدت من حزمة إجراءاتها الرامية للتضييق على الفلسطينيين بقيامها رسميا بإغلاق باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى أمس بعد أن قررت بلدية القدس الغربية وصندوق التراث اليهودي المسؤول عن منطقة ساحة البراق وجوب إغلاق الجسر الخشبي الموقت المقام على تلة المغاربة.

وكان المستوطنون يستخدمون هذا الباب لاقتحام المسجد تحت حماية الشرطة، وإغلاقه يعني منع اليهود من الدخول ما لم يتم ترتيب معبر آخر لهم، وهو ما دفع يمينيون متشدِّدون إلى طلب إغلاق كل أبواب المسجد بحيث لا يقتصر الدخول إليه على المسلمين.

وعلى صعيد الاعتداءات الإسرائيلية على غزة أكدت حكومة حماس المقالة في القطاع الالتزام بالهدوء، وشدَّدت بالمقابل على وجوب وقف الهجمات، داعية "أبناء شعبنا إلى ضرورة الاتفاق والتلاحم والعمل ضمن رؤية مشتركة تحقق المصلحة والتوافق الوطني وتقطع الطريق على قوات الاحتلال لشن عدوانها على القطاع".