يحرص فايز العبدلي وهو زوج وأب لثلاثة أطفال على الخروج كل يوم مع الأصدقاء، للجلوس في استراحة أو ديوانية رغم غضب زوجته من ذلك، وهو يؤكد أن جلسة الأصدقاء لها طابعها الخاص، وتتميز بالكثير من الخصوصية، ويجب أن تحترمها قرينته، وأن لا تعكر صفوه بالطلبات المتكررة وغير الضرورية أحيانا.

العبدلي يؤكد أن وقت الراحة الذي يقضيه بين أصدقائه لا يؤثر على مهامه كأب وزوج، ويقول: "في المقام الأول لابد لي من إنهاء كل متطلبات الأسرة خاصة الضرورية منها قبل خروجي من المنزل، وعلى الرغم من هذا فطلباتها لا تنتهي" الكل يدرك أن طبيعة الرجل تأبى البقاء في المنزل، ولا بد له من الخروج للالتقاء بأصدقائه، ليبحث عن فضاء أوسع، وأحيانا هروبا من الزوجة المملة بكثرة طلباتها، إلى جانب صراخ الأطفال الذي لاينتهي، فيجد متنفسا في لقاء أصدقائه، والترويح من عناء يوم متعب وشاق في العمل، وفي المقابل لا تبالي الزوجة برغبة زوجها، فتلاحقه أينما ذهب، مسببة له الإحراج أمام أصدقائه بكثرة الأسئلة، .. مع من تجلس؟، ومتى تأتي؟، ومتى تحضر لنا الطلبات؟ ..

"أبوضاري" يغلق جواله عند خروجه من المنزل، لمعرفته بخطط زوجته الذكية إذا شعرت برغبته في الخروج، يقول "أفضل إغلاق الجوال عند خروجي من البيت، حتى لا يتعكر صفوي عند أصدقائي، فزوجتي تتعمد مضايقتي عند خروجي، وتحاول جاهدة مضايقتي حتى أعود".

أما أبوحمد (متقاعد) فيقول "تذمر الزوجة المستمر وسخطها المتكرر يدفعاني إلى الهروب من البيت، واللجوء إلى الأصدقاء، والسهر خارج المنزل هربا من الشكوى والطلبات المستمرة، ولكن هذا الهروب لا يجدي نفعا، فرسائل الجوال والمكالمات تلاحقني أينما ذهبت، مما يسبب لي الإحراج أمام أصدقائي.

في المقابل لا يرتاح "أبو تركي" في سهرته إلا بعد إنجاز جميع المتطلبات المنزلية حتى لا يقع بالحرج، حيث يقول: "لا يمكن لي أن أرتاح في جلسة الأصدقاء دون أن أنجز متطلبات المنزل والأطفال دون تقصير،" ولكنه رغم ذلك يعاني ، ويتابع قائلا "إرضاء الزوجة مستحيل، فما إن أخرج من البيت حتى تتوالى الرسائل التي تتصف بطابع النكد علي الواحدة تلو الأخرى، بالإضافة إلى المكالمات التي "تهز البدن".

ومن جانب آخر تحدث عدد من الزوجات عن معاناتهن بسبب خروج أزواجهن إلى جلسات الأصدقاء، وبعضهن يطلقن على هذه الديوانيات "الضرة" أو "الشريك المنافس".

تقول سلطانة وهي معلمة وأم لستة أطفال: "الأصدقاء تحولوا إلى ضرة تنافس الزوجة والأسرة في الأهمية، فالزوج في جلسات السمر مع رفاقه لا يخضع لأي رقيب أو حسيب، فيتمادى أحيانا في السهر خارج المنزل إلى منتصف الليل خاصة مع وجود "الضرة الإلكترونية" وهي الإنترنت".

"أم معاذ" ترى أن المرأة الذكية هي التي تحافظ على زوجها، ولا تتركه يتمادى في تمرده بالسهر خارج المنزل، وتقول "على الزوجة أن تلاحق زوجها برسائل الجوال والاتصالات أينما ذهب، فلا تترك المجال لجلسات الأصدقاء أن تسرق الزوج من أبنائه وأسرته"، وتستطرد ضاحكة: "المصيبة إذا أغلق الجوال، فتحترق الزوجة على نار الانتظار الهادئة".

أما "أم بدر" وهي زوجة لرجل متقاعد فتقول: "لابد للرجل من الخروج من المنزل بصحبة الرفاق والسمر معهم، ولكن بالحد المعقول".

وعن تجربتها الشخصية تقول:"عند خروج زوجي من المنزل يكون بيننا اتفاق على ساعة العودة، وإذا ما تأخر عن هذه الساعة المحددة يعود من حيث أتى".

من جانبها أكدت اختصاصية التربية الأسرية مسفرة الغامدي على ضرورة الترابط الأسري، وأن يكون هناك توافق تام بين الزوجين، خاصة فيما يتعلق بتربية الأبناء، وقضاء متطلباتهم وواجباتهم.

وتقول:"للأسف تعاني بعض الأمهات من اتكالية مفرطة من قبل الأزواج عليهن، خاصة فيما يتعلق بمتابعة الواجبات المدرسية وغيرها، وتشكو بعض الأمهات من تجاهل أزواجهن للواجبات الرئيسة في الأسرة، وتفضيلهم لمجالس الأصدقاء لساعات قد تطول، ولا يحضرون إلا في ساعة متأخرة".

وتدعو مسفرة إلى الموازنة في تقسيم الواجبات الأسرية بين الأم والأب، خاصة فيما يتعلق بالتربية وقضاء الطلبات المنزلية، ومنح الأسرة الأولوية في المجالسة والحوار.