زحمة السير في جدة لم تعد حكرا على أيام عطلة الصيف أو الإجازات الرسمية أو نهاية الأسبوع كما كان في السنوات السابقة، فكل الأيام أصبحت تشبه موسم الإجازات. فمسافة الطريق في جدة تقاس بالوقت. حيث كان الاعتقاد أن المغتربين والسياح هم السبب في رفع منسوب حركة المرور في الشوارع، فيذهب الصيف ويرحل الزوار والمغتربون وتبقى الزحمة. إن شوارع المدينة تزداد ازدحاما في كل الاتجاهات من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها بشكل يومي دائم. فالطرق السريعة مثل (طريق الحرمين خاصة) والعديد من الطرق المحورية مثل: طريق مكة وطريق المدينة الطالع والنازل وشارع فلسطين تكاد تتوقف وتشل الحركة نهائيا في جميع الأوقات. فبعض "المشاوير" التي لم تكن تستغرق دقائق الآن تحتاج لعدة ساعات مستنزفة الوقت. وقبل ذلك وهو الأخطر إن لم تكن ضحية فخ ساهر فنحلم بحلول جذرية لإنهاء الاختناقات المرورية بشكل عام وبالخصوص شرق الخط السريع والطرق الداخلية وإنهاء حالة الازدحام الكبيرة التي تشهدها جميع الشوارع يوميا بشكل عام. كما يقترح إعادة النظر في تخطيط جميع مداخل ومخارج مدينة جدة على رأسها شرق الخط السريع والشريانات الأساسية داخل المدينة لتأتي بشكل متناغم، وبصورة تنهي حالة الازدحام الموجودة في الوقت الحالي. لقد تفاقمت أزمة الزحام والاختناقات المرورية في شوارع جدة إلى حد لا يمكن تحمله، حيث تقف السيارات أمام الإشارات المرورية لمدة طويلة، وأصبح التنقل من منطقة إلى أخرى معاناة حقيقية، وساهمت العديد من المشاريع الحيوية "المتعثرة" في بروز هذه الأزمة المرورية.

أتمنى الإسراع في الإنجاز وإنشاء مشاريع طرق حيوية متناغمة تسابق الزمن وبتنفيذ شبكة من مشاريع الطرق الحيوية. وإنشاء عدد من الشوارع الجديدة والجسور العلوية وتحويل الدوارات القائمة إلى تقاطعات ضوئية مدروسة أو إبدالها بجسور متناغمة ويسهم توحيد المسارات والاتجاهات إلى اتجاه واحد ضمن أعلى مواصفات الهندسة العالمية في تصميم وتنفيذ الطرق. وذلك في خطوة مهمة لتسهيل وتحسين الحركة المرورية وإيجاد الحلول الاستراتيجية لفك الاختناقات المرورية ورفع طاقتها الاستيعابية ومستوى السلامة فيه بأقل تكلفة ممكنة وأفضل نتائج. وأرجو أن تتواصل أعمال تنفيذ المشاريع وذلك بمد المدينة بشبكة من الطرق الحديثة وتعزيز خدمات التنقل الشامل بما يلبي طموحات المواطنين والمقيمين والزوار للعيش في مدينة تنعم بجودة الحياة العصرية. هذه المدينة تعتبر من أهم المدن الساحلية لموقعها الاستراتيجي وواجهة مهمة بين أطهر المدن المقدسة مما يجعل الحركة المرورية فيه أكثر انسيابية مع رفع مستوى السلامة المرورية بالخطوط السريعة داخل المدينة ومراجعة السرعات وتغيراتها على الخطوط السريعة. وكل ذلك يساهم بتخفيف حدة الازدحام المروري على الطرق والتي تشهد حركة مرورية نشطة وإعادة تنفيذ الطرق وفق أعلى المقاييس الدولية في مجال الطرق وفي مجال تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي والبدء بعمل وسائل النقل المتطورة الشاملة التي منها وسائل النقل البحرية التي تسهم بشكل كبير في حل مشاكل الاختناقات المرورية والنفسية بإذن الله.